مسكين الحمار، من أكثر الحيوانات صبراً وتحملاً وعملاً بصمت، ورغم ذلك يعتبر اسمه شتيمة، وللمفارقة ان ذلك عند العرب فقط، لم نسمع أي أجنبي يشتم آخر بقوله «يا دونكي»، فقط العرب هم من يعتبرون اسمه شتيمة رغم انهم لا يصبرون ولا يتحملون ولا يعملون ولا يصمتون مثله، بل لو قدر «لمجتمع» الحمير فهم لغة ومنطق وتاريخ العرب الحديث لربما كان له موقف آخر منهم.
من أكثر التصريحات غرابة ولفتاً للانتباه خلال الأيام القليلة الماضية، تصريح السيدة الفاضلة ـ إن شاء الله ـ رغد صدام حسين، حين وجهت كلامها لمحامي والدها الأستاذ خليل الدليمي بقولها «انه حمار يدافع عن أسد»، أي ان والدها هو الأسد، رغم ان الأسود لا ترتكب الحماقات ولا تحفر المقابر الجماعية لبني جلدتها، «شتيمة» غريبة ومدح أغرب إن كان مدحاً، يدل على ثقافة العائلة ومستوى التربية والتهذيب فيها، كما انها وعلى خطى والدها في نكران فضل ودعم ودور الكويت، ها هي البنت تشتم محامي والدها الذي وقف بجانبه حين هرب أتباعه وفدائيوه ومجلس قيادة «ثورته»، فهذه «اللبوة» من هذا الأسد، فلا داعي للاستنكار.
ربما تقصد ان والدها أسد لشجاعته، رغم ان المحامي الدليمي قد يكون أشجع منه، فهو أولاً لم يختبئ بحفرة، وهو ثانياً يدافع عن المتهم صدام حسين محاولاً تبرئته، مخالفاً بذلك رغبات وأمنيات الشعب العراقي، وهذا أمر بمنتهى الشجاعة والمغامرة، هو قد يكون فعلاً كما وصفته السيدة المحترمة ـ إن شاء الله ـ رغد صدام لأنه وافق أصلاً على الدفاع عن «أخيه» الأكبر صدام حسين,,,»