من علماء عمان

أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم ألرواحي

هو الشاعر العلامة أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم ألرواحي من عبس إحدى القبائل الشهيرة وهو إحدى علماء عمان الأفذاذ ولد أبو مسلم في قرية محرم التابعة لوادي بني رواحه في سمائل وتلقى بداية تعليمه على يد عمه زوج أمه وكان عالما فاضلا ورعا ثم التقى بمشايخ العلم في عمان فانتهل من معينهم الصافي فأصبح عالما له مكانته ثم أنتقل إلى زنجبار وعاش هناك سنين طويلة أسس خلالها صحيفة (الفلق) فكانت لها اثر كبير في توجيه الجيل وبث الوعي في حياة المسلمين ولما كانت عمان في خضم


التقلبات السياسية كان الإمام أبو مسلم بعيد بجسده قريبا بروحه في عمان يشاركهم بالمشورة والكلمة والنصيحة .
لقد كان الإمام أبو مسلم مسدد الكلمة شاعرا يملك علم الأسرار رثا الإمام سالم بن راشد الخروصي بقصيدة قبل وفاته بأشهر بين فيها موعد مقتل الإمام وعلى يد من وأين ولكن على هيئة الغاز ومرت الأيام ثم تحقق قول أبو مسلم وعثر على القصيدة في متعلقات الإمام بعد موته والتي مطلعها :
مولاي ابشر لا تزال مجيدا حفظ الإله مقامك المحمود
وكان شاعرنا الكبير صاحب قصائد إستنهاضية يحث المسلمين ويستنهض هممهم لمحاربة الظلم والفساد وإقامة العدل نظم نونيته الشهيرة ومطلعها :
تلك البوار ق حدبها مرنان فما لطرفك ياذ الشجو وسنان
نضمها مستنهضا أهل عمان ومذكرا إياهم بماضنيهم المجيد ويدعوهم
إلى مبايعه سالم بن راشد الخروصي إماما ولقد تم ما أراده وتحقق
ما دعا إليه من إصلاح ولما فجعت عمان والمسلمين بموت الإمام نور
الدين السالمي رثاه بقصائد رائعة وحزن عليه حزنا شديدا وقال في أحد قصائده .
ريب المنون مقارض الأعماري وحياتنا تعدوا إلى المضاري
ولقد رثا الكثير من علماء عصره منهم العلامة الأكبر سالم بن احمد الريامي والعلامة راشد بن سليم ألغيثي وكان الإمام أبو مسلم كثيرا ما
يعبر عن عجزة في الجهاد وذلك لسوء حالته الصحية ويقول :
قضى الله أن أحيا من العجز قابعا وما أنا في همي الله قابع
وله قصائد كثيرة منها (المقصورة) التي أكثر أببيانها حكمة (والنهر وانية) التي تكلم فيها عن الإمام علي بن بي طالب والفتنة التي وقعت بينه وبين معاوية ((رضي الله عنه )) والإمام أبو مسلم شاعر مجيد سماه البعض شاعرنا الكبير في زنجبار ودفن هناك ولا يزال قبره مشهورا
فيها رحمة الله عليه فلقد ترك لنا كثير من المؤلفات وديوان شعر مشهور أكثره في التوحيد .