عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > منتديات عامة > قصص حقيقية
مواضيع اليوم
قصص حقيقية قصص يومية, قصص من المـاضي, قصيرة وطويلة

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09/03/2006, 05:07 PM
صورة لـ إشكـــــــــر
إشكـــــــــر
هــادف
 
المنتحــــــــــــــــــــــــرة

قرأت هذه القصة وأحببت أن تقرأوها مثلي وتحسوا ما احسست به من ألم في نفسي على هذه المرأة ...


ما الذي دفع تلك الأم المسكينة إلى الانتحار؟ لقد احرقت نفسها وتركت اطفالها الخمسة، وهي تعلم جيداً ان زوجة أبيهم لن ترحمهم· يبدو انه الخيار الصعب الذي دفعها لفعل ما لا يتقبله العقل والدين· قامت بصب (الكاز) على جسدها النحيل المرتعش بفعل المرض، ثم اشعلت النار بنفسها، وتكومت في زاوية الغرفة وهي تعاني من قسوة الألم وجحيم الاحتراق· بصمت وبلا صراخ أو توجع، قررت ان تواجه الموت بإرادة جبارة على تحمل الألم، لم تكن تريد افزاع أطفالها وهم نائمون بسلام·

انتشرت رائحة الدخان في الغرفة، فنهض الاطفال، وعندما شاهدوا المنظر المفزع صاروا يصرخون ويبكون وهم أمام مشهد لا يمكن تصوره لأم يائسة وقعت ضحية لظلم وقسوة البشر·
منذ الليلة الأولى لزواجها أدركت بأنها لا تعني لزوجها شيئا· أخبرها بأنه كان يحب أخرى ويتمنى ان يتزوجها ولكنها رفضته، وتزوجت غيره، فقرر ان يتزوج أية واحدة وبسرعة كي لا يظهر هزيمته وفشله·
اخبرها بكل وقاحة بأنها مجرد مخلوق لا أهمية له· توعدها بالشر إن فكرت بأن لها حقوقاً عليه· ستكون مجرد وعاء يفرغ فيه طاقته، وخادمة تعتني بشؤونه ولا شيء آخر سوى ذلك·


زواجها كان استمرارا لمسلسل العذاب الذي عاشته منذ طفولتها مع زوجة أب لا تحبها ولا تطيق وجودها معها بنفس المنزل·
استمرت حلقات المسلسل بعذاب لا تنتهي فصوله ولا يمكن عد حلقاته· انها خادمة بلا حقوق، وعليها واجبات لا تعد ولا تحصى ويا ويلها ان قصرت في شيء، فهو لم يتردد في تعذيبها وضربها وشتمها بأبشع الصور·
صبرت على تلك الحياة، وماذا تفعل سوى الصبر؟ فهي تعلم جيداً ان لا عودة لها لمنزل أهلها الذي تسيطر عليه زوجة أبيها التي لا تكن لها سوى الحقد والكره، إذن فلتصبر على هذا الزوج القاسي الذي ربما سيتغير في يوم من الأيام ويتقي الله معها، خصوصاً وانها ستكون أماً لأولاده، فقد حملت منذ الأشهر الأولى للزواج·
كانت مستسلمة مطيعة تتحاشى إغضاب المارد الجبار الذي يعاشرها بغير معروف· أنجبت الأبناء والبنات في سبع سنين عجاف من الحب والعطف والحنان·
انهم خمسة، ثلاثة أولاد وابنتان، صاروا مقيمين في قلبها وعقلها وجميع حواسها· كرست حياتها كلها لهم، لا يبرحون تفكيرها حتى في النوم، حتى عندما تغمض عينيها لترتاح بعد يوم شاق، فإن الكوابيس ترعبها فتستيقظ مذعورة وهي تجد يداً خفية تأخذها بعيداً عن اطفالها· لقد كرهت النوم مما جعلها في تعب وإرهاق مستمرين·
زاد الطين بلة
تعرضت لمرض في العظام، فصار الألم يعيقها عن القيام بأعمالها المنزلية· توسلت زوجها كي يرحمها ويأتي لها بخادمة تعينها، فهو موظف ميسور الحال، ولن تكلفه الخادمة الشيء الكثير· رفض ان يأتي لها بالخادمة رفضاً قاطعاً، فاستسلمت من جديد وتحملت الألم ولم تقعد عن خدمة أولادها وبيتها·
بدلاً من ان يقدر ذلك الزوج حالتها ومعاناتها وتحملها كل تلك الأعباء لوحدها، صار يتذمر من أنينها وتوجعها المستمر، وصار يفكر بأن يريح نفسه من هذه المعاناة المزعجة، وهو يعيب عليها عدم قدرتها على مجاراته في أداء حقوقه الزوجية، ويتهمها بالتقصير· كان يلومها باستمرار ويندب حظه العاثر الذي أوقعه بامرأة مريضة لا تصلح لشيء·أما هي فقد بقيت صامتة لا تشتكي ولا تتذمر
تزوج امرأة أخرى وأحضرها لتسكن مع الأولى في نفس المنزل، بعد أشهر قليلة طلقها بلا سبب واضح· كانت تغيب طوال الوقت، فهي تبقى عند أهلها في النهار ولا تعود إلا في الليل، حتى انها لم تكن تراها إلا في الحالات النادرة، ولا تعرف السبب الذي دعاه لتطليقها·
لم يطل الأمر كثيراً حتى تزوج أخرى، ثم أحضرها لتعيش مع الأولى في نفس البيت· هذه المرة صار الوضع مختلفاً، فزوجته الجديدة ليست كالتي قبلها، انها انسانة خبيثة شريرة ماكرة، تنطبق عليها كل صفات الشر التي كانت متوفرة في زوجة أبيها·
منذ اليوم الأول الذي جاءت فيه إلى المنزل، صارت تنتقد عدم النظافة وطالبت زوجها باعادة صبغ البيت واعادة تأثيثه، وأمرته بأن تسكن زوجته الأولى مع أولادها الخمسة في غرفة الخادمة في حوش المنزل وان لا يسمح لها بالدخول إلى داخل المنزل مهما كانت الظروف· ثم أمرته بإحضار خادمة لأنها غير متعودة على العمل في المنزل، ثم طالبته بإحضار طباخ وسائق يأخذها لأي مكان تريد·
تناقض عجيب
أحضر لها كل ما أمرت به ولم يعترض أبداً، حتى تصورت الزوجة الأولى بأن هذه المرأة ربما تكون هي ذاتها التي كان يعشقها ولكنها رفضته وتزوجت غيره· إلا ان هذا الإفتراض لم يكن صحيحاً، فهذه المرأة كانت عانس وغير متزوجة، فكيف إذن احبها بهذه السرعة؟ انها أكبر من الأولى ولكنها ليست أجمل منها، ان أمر الرجال عجيب ولا يمكن تفسيره·
بعد ان تحقق لها كل ما أرادت صار هم الزوجة الجديدة الوحيد هو إخراج الأولى من المنزل هي وأولادها وبقيت تفتعل المشاكل وتوغر صدر الرجل، فيقوم بضرب الأولى هي وأولادها بلا أي ذنب·
لقد إنسجما معاً بشكل غريب· صار يحبها ويدللها، وهي تحبه وتغار عليه من تلك المسكينة التي لم تكن تعني له شيئاً في يوم من الأيام· أخيراً، نجحت في مسعاها الخبيث، فقام الزوج بطرد زوجته الأولى وابنائها من البيت الذي لم تكن تحتل فيه سوى غرفة خارجية أعدت للخدم·
عادت المرأة مع أولادها إلى منزل والدها، فلم تستقبلها زوجة أبيها وطردتها، فعادت إلى منزل الزوج، فتوسلت إليه ان يتركها تعيش في بيته وأقسمت له بأنها ستغلق على نفسها الباب بالمفتاح ولن تسمح لأولادها بإزعاج زوجة أبيهم، فرفض ذلك وأمرها بأن تنصرف بعد ألقى يمين الطلاق عليها· كان يعلم جيداً بأنها إنسانة بسيطة وضعيفة ولن تلجأ إلى المحاكم لمساعدتها في أخذ حقوقها منه، ولم يفكر لحظة واحدة بمصير أولاده معها·
حين يئست منه، استعطفته بأن تبقى عندهم ولو ليلة واحدة ووعدته بتدبر أمرها في صباح اليوم التالي، فسمح لها بذلك·
ليلة مضنية
بقيت ليلتها تلك وهي ساهرة تفكر فيما ستفعله، وكيف ستتدبر أمرها مع اطفالها، ثم جاءتها فكرة شيطانية، حاولت ان تبعدها ولكنها بقيت تلح عليها، ثم قامت وخرجت من غرفتها وذهبت إلى المطبخ وحملت قنينة (كاز) وعلبة كبريت وتوجهت نحو غرفة زوجها فوجدت ان الباب مغلق بالمفتاح، فعادت إلى غرفتها، ماذا تفعل؟ هل تحرق اطفالها؟
نظرت إليهم والدموع ملء عينيها، ماذا سيفعلون إن أحرقت نفسي وتركتهم؟ ان زوجة أبيهم شريرة ولن ترحمهم، الأفضل ان تموت هي وأولادها معاً· تقدمت نحوهم خطوات ولكن قلبها لم يطاوعها، بقيت مترددة في قرارها لا تدري ما تفعل؟· فهي انسانة مريضة وضعيفة لا تقوى على تحمل مسؤولية الأولاد لوحدها، ليس لديها أهل يدافعون عن حقوقها·
انتشر ضوء الشمس بسرعة وطلع النهار وهي لازالت في ترددها حائرة، سمعت صوت زوجها وهو يتحدث من بعيد ظنت بانه جاء ليطردها، اسرعت بسكب (الكاز) على نفسها واشعلت النيران، ثم جلست في زاوية الغرفة لتحترق بصمت· إنطلقت رائحة الدخان، نهض الأولاد وتعالت صراخاتهم· جاء الزوج فوجد هذا المنظر المفزع· أسرع بإخراج طفاية الحريق من سيارته وحاول ان يطفئ النيران التي احاطت بجسدها الضئيل ثم طلب سيارة الإسعاف التي أسرعت بنقلها إلى المستشفى وهي في حالة خطيرة·
قامت الشرطة بالتحقيق في الحادث وكانت أصابع الاتهام متجهة نحو الزوج وزوجته الجديدة، إلا ان المرأة اخبرتهم وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة بأنها هي الفاعلة وتوسلت إليهم ليتحدثوا معه ويرققوا قلبه على أولاده·
بعد فوات الآوان أدرك ذلك الرجل مدى قسوته على زوجته التي لم يلق منها إلا كل خير، وأحس بالفزع مما سيلاقيه من ربه من عقاب بسبب ظلمه لها، وأقسم أمام رجال الشرطة بأنه لن يسمح لأحد بان يؤذي أولاده، وقد قرر ان يريح تلك المسكينة في قبرها لعلها تسامحه وتصفح له كل ما فعله بها ..
منقــــــــــــــــــــــــــــــــــول.




من مواضيعي :
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى


الساعة الآن: 04:17 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات