الكويت تطلق مشروع مدينة الحرير الضخم بتكاليف تبلغ 100 مليار دولار

الكويت: «الشرق الأوسط»
في جلسة مشتركة لمجلس الوزراء الكويتي والمجلس الأعلى للتخطيط أقر أول من أمس تنفيذ أضخم مشروع في تاريخ الكويت بإنشاء مدينة الحرير على مساحة 250 كيلومترا مربعا في شمال البلاد لتكون المركز المالي والتجاري والسياحي الاضخم اقليميا بتكلفة 25 مليار دينار (100 مليار دولار) على مراحل تنفيذ تمتد لمدة 25 عاما وتتزامن مع انشاء ميناء بوبيان الجديد المحاذي للحدود العراقية والإيرانية.
واعتبر خبراء اقتصاديون أن المشروع يشكل اضافة تنموية لتحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص بما يحقق فكرة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري في شمال الخليج العربي تمتد أعماله وانشطته حتى آسيا الوسطى.

وتتكون المدينة من منتجع ومحمية في البادية على مساحة 200 هكتار، اضافة الى جسر الشيخ جابر الاحمد الذي سيربط المدينة الجديدة بالعاصمة. ومنطقة حرة، تقع قرب مطار دولي جديد، سيتم ربطها بخط سكة حديد وبشبكة طرق وطيران موسعة تمتد حتى آسيا الوسطى، الى جانب مدينة الاعمال ومنطقة منتديات المعارض ومدن رياضية وثقافية وبيئية واعلامية وصناعية وتعليمية وصحية ومراكز سياحية وفنادق ومنتجعات وحدائق عامة ومناطق سكنية رحبة واقامة برج كبير متميز.

وقال وزير الدولة محمد شرار ان الاجتماع تناول الجوانب القانونية للمشروع التي تمتد الى 25 سنة، وتدارس التفاصيل الخاصة بتأمين الضمانات اللازمة لتحقيق الشفافية الكاملة لجميع مراحل المشروع بما يكفل تكافؤ الفرص بين الجميع.



وتجدر الاشارة الى ان حجم الاستثمار في المدينة يصل الى حوالي 25 مليار دينار كويتي، الى جانب خلق 430 الف فرصة عمل جديدة للعمالة الوطنية، وخلق فرص استثمارية جديدة، مع احداث شراكة استراتيجية فعالة بين القطاعين العام والخاص بالإضافة الى تطوير النهضة العمرانية حيث صممت المدنية لتستوعب ما يزيد على 700 الف نسمة. وستقام المدينة في الصبية (شمال البلاد) على مساحة 250 كيلومترا مربعا، بإجمالي استثمارات تصل الى 25 مليار دينار على مدى 25 سنة، على ان تنجز المرحلة الاولى خلال 5 ـ 7 سنوات.

وتعتبر مدينة الحرير اضخم مشروع واجهة بحرية في العالم. فقد تم تشييد مدينة الحرير على ارث غني من التصاميم والخطوط العربية الغناءة، حيث تعمل هذه المدينة على ايجاد التوازن ما بين تراث البلاد وما بين الرغبة في النمو والتطور. وتقوم المدينة على مخطط ببناء جسر جديد هو جسر الشيخ جابر الذي يوفر اتصالا مروريا سريعا للسيارات الى الشاطئ الشمالي من الخليج، كما تقوم على بناء ميناء بحري جديد في جزيرة بوبيان، ليصبح ميناء بحريا ضخما جديدا لخدمة مصالح الكويت والعراق وايران، فضلا عن كونه اقرب موانئ المياه المالحة لمنطقة آسيا الوسطى. كذلك يجسد مشروع المدينة مشروع بإنشاء مطار جديد سيصبح جزءا من شبكة عالمية لتقديم الخدمات المتكاملة في مجالات الشحن ونقل الركاب.

كل هذه المرافق ستحتضنها مدينة جديدة هي «مدينة الحرير». ومن المقرر ان توفر المدينة فرص عمل كثيرة للشباب الكويتي، وتتسع لمساحات سكنية واسعة، وتكون بوابة مفتوحة لاجتذاب المستثمر الاجنبي.

تم تصميم مدينة الحرير لتكون مدينة عالمية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لتستقبل القرن الحادي والعشرين الجديد، حيث تتألف من اربعة مراكز رئيسية هي: مدينة المال، مدينة التسلية والترفيه، المدينة الثقافية والمدينة البيئية، وكل ذلك في حلة مصممة لتواكب متطلبات مجتمعنا المعاصر لخلق اماكن جديدة لمختلف الاغراض، كالعمل والترفيه والتعلم مع الحفاظ على ارث البلاد وعاداتها وتقاليدها.. وقد حدد الداعون الى المدينة مكوناتها من:

> مدينة المال: حيث ستكون هذه المدينة مركزا لرجال الاعمال والتجارة العالمية والتمويل والتبادل التجاري على طريق ساحلي جديد وستكون مواجهة لمدينة الكويت، وستعمل مدينة المال على توفير اكثر الاحتياجات الملحة التي تواجه الكويت ألا وهي الحاجة الى الارض التي ستقام عليها النشاطات التجارية الجديدة المتوقع اجتذابها للعمل والاستثمار، ومع قربها الشديد من المطار ووقوعها على نهاية الخليج العربي، فانه سيكون من اهم سماتها سهولة الاتصال ببقية دول العالم، كما انها ستكون على مسافة 23 دقيقة من مدينة الكويت.

> مدينة التسلية والترفيه:ستقع هذه المدينة على المياه والشواطئ الغنية لمصبات نهري دجلة والفرات، وستصطف الفنادق والمنتجعات والقرى الترفيهية والاستراحات لقضاء العطلات على طول الواجهة النهرية للمدينة، ان مدينة الترفيه تضم اكثر من ذلك، حيث سيكون هناك مجمع ضخم جديد للالعاب الرياضية، واكاديمية للرياضة وفقا لاحدث المواصفات والمقاييس الاولمبية، والذي سيكون مهيأ لاستضافة المباريات والالعاب الشرق اوسطية والآسيوية والعالمية، الى جانب ذلك سيكون هناك مركز للطب الرياضي والرياضة البحرية على طول النهر.

> المدينة الثقافية: وهي احد المشاريع المتميزة في المدينة حيث تم وضع مدينة الثقافة على موقع مهم لشبه الجزيرة على شاطئ الخليج العربي لتمثل مكانا جديدا للمعرفة، كما يضم قلب مدينة الحرير مدينة للحياة الطبيعية والكائنات الحية على مساحة تبلغ 45 كيلومترا مربعا، وتمثل متنزها عالميا جديدا سيمثل جانبا من المنطقة المحمية للطيور المهاجرة سنويا من القارة الافريقية الى آسيا الوسطى، وستكون محمية معززة بمساحات من المراعي والاعشاش والمياه العذبة واماكن للتغذية ومحميات طبيعية للحياة البرية.