تمزق وتفتت المسلمين ( إلى طوائف ومذاهب )

تمزق وتفتت المسلمين ( إلى طوائف ومذاهب )
************************************************** ************************
.................................................. ........
الخوارج والمجوس واليهود والنصارى كانوا ( ومازالوا ) يتسربلون بجلباب الإسلام وردائه ..
بفعل هؤلاء المنافقين انقسمت الأمة إلى شيعة وسنة ..
وباحتيالهم ودهائهم تعددت فرق المسلمين ونِحلهم واختلفت طوائفهم ومذاهبهم وتكوّنت الجماعات وانتشرت التنظيمات فيما بينهم ..
...
بعد أن اكتمل دين الله وانتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مثواه .. كان الصحابة رضى الله عنهم يتوقفون توقفاً شديداً فيما يعرض عليهم من مسائل
أو وقائع لانص فيها فى كتاب الله أو فى سنة نبيه ورسوله قبل صدور الحكم فيها وكانوا يجتمعون فى اجتهادهم واستنباطهم ويقيسون الأمور بأمثالها ..
...
ومن بعدهم نهج نهجهم وسار على هديهم طبقات من المجتهدين منهم : طبقة الحسن البصرى ومحمد بن سيرين وطبقة أيوب السختيانى
وقتادة وحفص بن سليمان وطبقة حماد بن أبى سليمان وسليمان الأعمش وسفيان الثورى والأوزاعى والليث بن سعد ..
ثم جاءت طبقة الأئمة الأربعة : الإمام أبوحنيفة والإمام مالك والإمام الشافعى والإمام أحمد بن حنبل ..
ثم جاء أصحابهم وهم من تلقوا العلم منهم كأبى يوسف ومحمد فى المذهب الحنفى
وابن القاسم وابن وهب فى المذهب المالكى والمزنى فى المذهب الشافعى وابن تيمية فى المذهب الحنبلى ..
.......
الصحابة والتابعين والفقهاء والعلماء وأئمة الدين كانوا يقومون بضبط شرائع الله وأحكامه وكانوا يُظهرون ما يُدق عن العوام فهمه وما يخفى على العباد وجهه ..
.
ومن دونهم .. ظهرت الفرق الضالة والمضلة كالمرجئة والجهمية والراوندية والباطنية والمعتزلة والجبرية والقدرية والقرامطة والبرامكة وغيرهم ..
أحدثوا الأمور وأدخلوا وابتدعوا فى الدين ماليس فيه ومالم يأمر به رب العالمين ..
وأنشئت فرق إسلامية أخرى كالأشعرية والماتريدية والوهابية والطرق الصوفية مثل الدسوقية والشاذلية والبيومية والرفاعية وتأسست الأحزاب والتنظيمات
والجماعات جماعة السلفيين وجماعة إخوان المسلمين وجماعة التبليغ والدعوة وجماعة السنة المحمدية وتنظيم الجهاد وتنظيم القاعدة وغيرها
مما أدى إلى الفُرقة والإنقسام بين أبناء الأمة الإسلامية ..
.......
وبفعل الفسقة المجرمين والزنادقة والوضاعين ساح المتسربلين بجلباب الإسلام وردائه بين المسلمين من " الشيعة " ..
أغرقوهم فى الجهالات والضلالات وساحوا بين أوساطهم واستباحوا عقولهم ..
ابتدعوا لهم ما أفسدوا به الدين وما به يفسدوه .. فى الخلافة والإمامة وفى بعض المعتقدات مثل " ولاية الفقيه " وهو من يتولى الحكم ويقود الأمة نيابة عن الإمام الغائب المنتظر ..
ومثل : القول بعصمة الأئمة من الخطأ والخطيئة وهم المرجعية الدينية ولا تستقى الأحكام الفقهية إلا منهم .. فاتخذوا من عقول العباد منهجاً وشرعاً وجعلوا منه ردعاً ومنعاً .
ولقد تعددت فرقهم واختلفت مذاهبهم منهم طائفة الإمامية أو الإثنا عشرية ومن تبعهم من الباقرية والجعفرية ومنهم طائفة الزيدية والإسماعيلية وغيرهم من الطوائف الكثيرة والعديدة ..
مذاهبهم عجيبة وأقوالهم غريبة ..
الإمامية أو الإثنا عشرية أو الجعفرية : زعموا بورود النص فى تولى الخلافة والإمامة لعلى بن أبى طالب ثم لأولاده من بعده وعدّدوهم بإحدى عشر إماماً
قالوا بأن كل إمام منهم نصّ على من يليه .. وهم : سيدنا الحسن . ثم سيدنا الحسين . ثم على بن الحسين ( زين العابدين ) . ثم محمد بن على ( الباقر ) .
ثم جعفر بن محمد ( الصادق ) . ثم موسى بن جعفر ( الكاظم ) . ثم على بن موسى ( الرضا ) . ثم محمد بن على ( الجواد ) . ثم على بن محمد ( الهادى ) . ثم
الحسن بن على ( العسكرى ) . وآخرهم : محمد بن الحسن وزعموا أنه المهدى المنتظر وأنه سوف يخرج فى آخر الزمان ويمنع الظلم والجور فى الأرض وينشر القسط والعدل ..
.
والشيعة الزيدية : قالوا بما قالت به الشيعة الإمامية إلا أن البعض منهم اختلفوا عنهم بشأن جواز المفضول على الأفضل فى الخلافة ولايلزم عندهم أن تكون الإمامة
محصورة فى أولاد الحسن والحسين حيث أن الإمام فى معتقدهم هو من شهر سيفه وقاتل أعداؤه .. ومن فرقهم وطوائفهم الجارودية والسليمانية والبترية وغيرها ..


.
والإسماعيلية : قصروا الخلافة والإمامة من بعد سيدنا على بن أبى طالب وسيدنا الحسن والحسين فى كل من : على بن الحسين ( زين العابدين ) .. ثم ابنه محمد بن على ( الباقر ) ..
ثم ابنه جعفر بن محمد ( الصادق ) .. ثم ابنه إسماعيل بن جعفر وقالوا بأنه المهدى المنتظر وأنه غاب فى داخل سرداب وينتظرون خروجه ليحقق القسط والعدل لهم وللبشرية .
.
وهناك طوائف أخرى .. منهم الواقفية : وهم من وقفوا على إمام واحد كمن وقفوا على خلافة وإمامة موسى بن جعفر الكاظم وذهبوا إلى أن الخلافة لاتمتد إلى غيره ..
ومنهم من قالوا بأن محمد بن عبد الله بن الحسن ( النفس الزكية ) هو المهدى المنتظر .. ومنهم الرافضة والغلاة والغرابية وغيرهم من الطوائف الضالة والمضلة ..
*******
حاد المسلمون عن كتاب الله وعن سنة رسول الله .. وتقطعت أواصرهم وتمزقت أوصالهم ..
أصبحت مجتمعاتهم وكأنها غير مجتمعات المسلمين ..
تجاهلوا فروض وأحكام الدين وغرقوا فى أحضان المادية وبهرتهم الحضارة الزائفة وانتشرت الجماعات والتنظيمات
واختلفت الأحزاب والطوائف والمذاهب مما أدى إلى انفصال وانقسام أهل الإسلام ..
ولقد قام الأعداء باستقطاب العملاء والخونة للعمل على اتساع الفجوة والهوة وللتباعد وعدم التقارب بين المسلمين ..
أظهروا لنا بغضهم وحقدهم ونحن نوادهم .. أخبرونا بأنهم أعداء ونقول لهم نحن أصدقاء ونحقق آمالهم وأمنياتهم ..
{ هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ } .
أصبح المسلمون أظلم للإسلام من غير أهله لو كانوا يعلمون ..
انحدروا إلى هوة سحيقة .. فقضى الله أن يتولى أمرهم وحكمهم من هم أظلم منهم لعلهم يرجعون ..
{ وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ .. وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } .
{ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً .. بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }.
.................................................. .......................
************************************************** ************************
سعيد شويل