|
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
أولو الأمر
أولو الأمر
************************************************** *** سبحانه وتعالى قاهر لمخلوقاته قهر كل مافى أرضه وسماواته . والبشرية كلها وبمختلف أطيافها قد أسلموا لله . أسلموا لله طائعين وعاصين . أسلموا لله مؤمنين وكافرين . أسلموا لله جبراً وقسراً . أسلموا لله خضوعاً وإذعاناً . يقول جل شأنه : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَات وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ). أمرالله السماوات والأرض أن يأتيا إليه طوعاً أو كرهاً فاختارا الطاعة خوفاً ووجلاً من أن يأتوا إليه مُكرهين مجبرين . يقول رب العالمين : ( فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئتيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتا أَتيْنَا طَائعِينَ ). لذا : نراهم فى نسقهم ثابتين وللنواميس التى وُضِعوا لها غير عاصين لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون لا تغيير ولاتبديل لهم إلى يوم الدين . أما الإنسان فبإرادته اختار أن يحمل الأمانة التى عرضها الله وأن تكون له حرية الإختيار وأن يتحمل العاقبة فى الطاعة أو المعصية فآثر لنفسه الجزاء إما بدخول جنة النعيم وإما بالخلود فى نار جهنم وسكنى الجحيم . يقول جل ذكره : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) . ومن رحمة الله وفضله على عباده قضى ألا يعذب أحداً منهم إلا بعد أن يبعث رسولاً فأرسل إليهم الرسل والأنبياء بالأديان والشرائع فكان منهم العاصى وكان منهم الطائع الطائعون : آمنوا بالله ووحدانيته وصدقوا بأنبيائهم ورسلهم فاستحقوا بطاعتهم الثواب والنجاة من العقاب . والعاصون : كفروا بالله وكذبوا الأنبياء والمرسلين فاستحقوا بعصيانهم وعدم امتثالهم نار جهنم وبئس المصير . هؤلاء العصاة مسلمين لله جبراً . مسلمين لله كرهاً لأنهم عبيد من عبيده . عبيد لمن خلقهم ولمن بيده ناصيتهم . وخير مثال لهم : فرعون اللعين فلقد طغى وتكبر فى الأرض وكان فاجراً كفّارا . كفر بالله وادّعى أنه رب وإله وكان عاتياً جبارا . حين أخذه الله أخْذاً وبيلاً وأخْذ عزيز مقتدر أدرك قبل موته وحال غرقه أنه عبداً ذليلاً صاغراً مسلماً مستسلماً لله . آمن بما تؤمن به بنو إسرائيل . آمن بالله . فلقد أدرك أنه مقهوراً ممن هو أكبر وأشد منه قوة وأنه لاحول له ولا قوة .( حَتى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنت أَنهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) علم أنه مامن إلهٍ إلا الله هو من كان يكفر به وينكره . شهد بأن لاإله غيره فأقر بالإيمان . ولكن أنّى له هذا الإيمان وقد جاءه وعد الله ووعيده وأنى له الإسلام بعدما رأى بأس الله . وعلمت بطانته وحاشيته وملأه وعلم قومه وعلم هامان وجنده . علموا بأن هناك واحد أحد وعزيز جبار . أدركوا أنهم أطاعوا من ليس للطاعة أهلاً ومن لايملك لهم ضراً ولا نفعاً . أيقنوا أنهم قد خضعوا لضعيف لايملك لهم موتاً ولا حياة ولا نشورا . فكان مصيرهم هو مصيره وعذابهم هو عذابه : النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ولهم فى الآخرة عذاب عظيم النار بهم موقدة وعليهم مؤصدة خالدين فيها صماً لا يسمعون بكماً لا ينطقون عمياً لا يبصرون . .... البعض من الفقه الإسلامى المعاصر أوجبوا طاعة أولى الأمر وفرضوها على الرعية بل وساووا بينها وبين طاعة الله ورسوله وجعلوها فى مصاف واحد ودرجة واحدة دون قيد أو شرط ودون ضابط أو رابط . استندوا إلى قول الله تبارك تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) . جانبهم الصواب وأخطأوا الرأى فيما ذهبوا إليه لأن طاعة أولى الأمر التى أمر الله بها فى كتابه ليست طاعة مطلقة وإنماهى طاعة مقيدة بطاعة الله ورسوله . فلقد قال العزيز الحكيم : ( وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) . أى ممن يؤمنون بما تؤمنون به ويتناهون عما تنتهون عنه .. فإن كان من يتولوا أمورنا غير مؤمنين فلا طاعة لهم لأنهم ليسواْ منا . وإن عصواْ الله ورسوله فهم أيضاً ليسواْ منا لا طاعة لهم . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لاطاعة لمخلوق فى معصية الله عز وجل ) . رواه أحمد فى مسنده .. الطاعة لولاة الأمور لا تكون واجبة ولامفروضة على من يتولنهم إلا إذا كانوا من المؤمنين وإلا إن هم أطاعوا الله ورسوله . وبطاعتهم لله ورسوله وطاعتنا لهم نكون جميعاً قد أطعنا الله ورسوله . .... وأولو الأمر ليسواْ قاصرين على الحكام أو الملوك أوالعلماء والفقهاء بل هم أشمل وأعم من ذلك فهم يضمون كل من يتولى أى أمر أو شأن من أمور وشئون المسلمين . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع ومسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع فى أهله ومسئول عن رعيته . ) متفق عليه .... ولا يجوز بأى حال من الأحوال أن نجعل طاعة أولى الأمر على قدم المساواة مع طاعة الله ورسوله . فلم يساو الله سبحانه وتعالى طاعته إلا بطاعة أنبيائه ورسله عليهم أفضل صلاة وأزكى سلام . يقول عز وجل : ( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ). ************************************************** *** سعيد شويل |
مشاركة الموضوع: |
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
طريقة العرض | |
|
عناوين مشابهه | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | ردود | آخر مشاركة |
الأمر بالدعاء والحث عليه | عمرم | إسلاميات | 9 | 25/01/2011 12:09 AM |
من هم أصحاب الأعراف ؟ وما مصيرهم في آخر الأمر ؟ | الموحد | إسلاميات | 4 | 10/08/2010 06:28 PM |
*^* إلى من يهمه الأمر *^* | نبع العسل | إبداع مصمم | 13 | 28/03/2008 06:29 PM |
|