أنوار

أنوار
************************************************** ************************************************** *
.................................................. ..................................................
العلم
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله طريقاً إلى الجنة ) متفق عليه
وأبواب العلم فى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لاتحصى ولاتستقصى من أراد السبيل إلى استقصائها لن يبلغ إلى ذلك
وصولا ومن رام الوصول إلى إحصائها فلن يجد إلى ذلك سبيلا فلقد قال تبارك وتعالى :{ وَمَا أُوتيتمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } .
وعلى حسب ماأُوتى المرء من العلم والفضل وماأوتى من الكمال والعقل سيقع له اليقين والبيان فإن حرم الوصول فبسبب
تضييعه للأصول .. يقول عز وجل : { وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }
...
الطهارة من الجنابة
الطهارة من الجنابة تكون بالغسل أوالإغتسال بالماء . والجنابة التى توجب الغسل : قد تكون نتيجة حالة جماع أو نتيجة فكر أو احتلام
أومايؤدى إلى نزول المنى أو الماء الدافق وقد تكون نتيجة حيض أو نفاس بالنسبة للمرأة .
حالة الجماع : هى مباشرة الزوج لزوجته وإتيانها بأن يفضى الرجل من امرأته ويغيب فرجه فى فرجها .
فهذه الحالة توجب الغسل والإغتسال حتى ولو لم يكن هناك إنزال لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ ) رواه مسلم .
ودم الحيض : هوالدم الأحمر القانى الذى ينزل على المرأة ثخين محتدم يميل إلى السواد وله رائحة .
قيل أن أقل مدة له فى استمرار نزوله هى : ثلاثة أيام . وقيل أن أكثر مدة له هى : عشرة أيام ..
إلا أن هذا التحديد ليس حتماً ولا جزماً ولاعبرة له أو اعتبار . فقد تزيد هذه الأيام وقد تنقص وقد تنضبط . ولهذا :
متى أقبلت الحيضة فعلى المرأة أن تدع الصلاة . ومتى أدبرت تغتسل وتصلى . ( فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة السائلة
عن الحيض : إذا أقبلت الحيضة فدعى لها الصلاة وإذا أدبرت فاغتسلى وصلى ) متفق عليه .
الطهرمن الحيض : هو الطهرمن الدم الذى نزل عليها ويكون بإدبار الحيضة وانتهائها .
ولايتأتى ذلك إلا بجفاف الفرج وعلامة الجفاف هو خروج ماء أبيض يعرف باسم " القصة البيضاء " وعقب هذا الطهر فعلى المرأة أن تتطهر بالماء .
دم الإستحاضة : هو دم مشرق رقيق يميل إلى الصفرة وإلى القلة ينزل على المرأة بعد أن تتجاوز أيام حيضها .
فإن رأت المرأة هذا الدم فهو دم استحاضة وعليها حينئذ : أن تغتسل منه وتصلى حتى ولو كان الغسل لكل صلاة .
دم النفاس : هو الدم الذى يخرج من المرأة عقب الولادة . قيل أن أكثر مدة له : أربعين يوماً إن جاوزتها المرأة النفساء ولازال الدم ينزل عليها
يزول عنها حكم النفاس ويصير حكمها كحكم المستحاضة .
...
العورة
عورة الرجل : من سرته إلى ركبتيه .. وعورة المرأة : قيل : كل جسدها . وقيل : عدا الوجه والكفين والقدمين ..
ظهور هذه العورة وكشفها من العار وأما سترها وتغطيتها فهو زينة ووقار .
...
العيب فى أحد الزوجين
من مقاصد الزواج أوالنكاح بين الرجل والمرأة استمتاع كل منهما بالآخر . فإن ثبت وجود عيب يمنع هذا المقصود
أو كان من شأنه أن يُلحق ضرراً بالطرف الآخر فللمتضرر منهما فسخ عقد الزواج .

وعيوب المرأة التى يجوز للزوج فيها فسخ العقد هى : الرتق . القرن . الجذام . البرص . الجنون .
عن ابن عمر رضى الله عنهما أن عمر قال : إذا تزوج الرجل البرصاء أو الرتقاء أو القرناء أوالمجذومة أو المجنونة كان بالخيار
إن شاء أمسك وإن شاء فارق .
الرتق : الرتق هو الإلتئام وهو لحم ينبت فى الفرج أو الممر والتجويف ويكون ملتحماً يؤدى إلى الإنسداد أو الإلتصاق فيمنع الزوج من الوطء والمباشرة
( الرتق قد يكون فطرياً وقد يكون مرضياً ) .
القرن : هو وجود عظم فى محل الجماع يشبه قرن الشاه فيمنع اللذة وكمال الإستمتاع حيث يمنع ولوج الذكر فى المحل .
الجذام والبرص : كلاهما مرض وعلة تصيب الإنسان فى جسده ولايرجى البرء والشفاء منه .
الجنون : هو زوال العقل ولافرق بين الجنون المطبق أوالجنون المنقطع وسواء كان يقبل العلاج أم لا .

وإذا ما كان الرجل مجبوباً أو عنيناً أو مجنوناً أو مجذوماً أو أبرصاً فللزوجة الخيار فى طلب الفسخ .
الجب : الرجل المجبوب هو ماجب ذكره أو انقطع بما لايمكنه الإيلاج به فى فرج المرأة . ومنه أيضاً من رُضّت أو سُلّت خصيتاه
وماهو من قبيل ذلك مما يمنع المقصود فى اللذة والشهوة .
العنّة : الرجل العنين هو العاجز عن الإيلاج حيث يعِنّ ذكره ولاينتصب ويعترض عن الدخول فى قُبل المرأة فيمنع اللذة والإستمتاع والشهوة .
...
المهر أو الصداق
المهر يسمى بالصداق لأنه مأخوذ من الصدق وهو الشديد الصلب . ويسمى نِحلة لأنه هبة .
والمهر أو الصداق حقٌ للمرأة لا شأن لأبيها ولا لوليها به .
والمهر أو الأجر أو الصداق أو النِحلة فريضةٌ من الله وإسم للمال المفروض على الزوج لزوجته .
يقول عز وجل : { فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } . { وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } . { وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً } .
ولايجوز للرجل أن يستبيح فرج امرأته إلا بعد دفع مهرها مالاً متقوماً ومعلوماً نقداً كان أو منقولاً أوعيناً أو عقاراً ويجوز أن يشتمل على هذا وذاك
فإن طابت نفس الزوجة عن ترك جزء منه لزوجها فلقد أباح الله أن يأكله منها حلالاً طيباً . يقول جل شأنه :
{ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً }

المعجل والمؤخر : الأصل أن يتم تعجيل المهر للمرأة كاملاً . ولكن : يجوز تعجيل بعضه وتأجيل البعض الآخر .. وحينئذ :
يسمى المعجل منه " مقدم الصداق " . والمؤخر يسمى " مؤخر الصداق " .

الصداق المسمى : هو المهر الذى يتراضى عليه الطرفان . وتسميته تعنى : تعيين قيمته وقدره .
فمثلاً : لو تم التراضى على مهر قدره خمسون ألف دينار . فقال الولى للزوج زوجتك ابنتى فلانة
على الصداق المسمى بيننا وقال الزوج قبلت منك زواجها فإن الخمسون ألف دينار هى الصداق المسمى بينهما .

مهر المثل : هو المهر الذى تستحقه الزوجة لو لم يكن هناك اتفاق أو تراضى على مهر معين . أو إن حدث تنازع على قدره أو قيمته . فهنا :
يتم تقدير المهر بمن هو مثلها أى من يماثلها ويشبهها فيُنظر مثلاً إلى مهر أختها أو مهر بنت عمها ويقدر بمثله ولهذا يسمى " مهر المثل " .
وإن تميزت المرأة بصفة معينة عن غيرها زِيد فى مهرها .
...
الحب
الحب عزّ أن يُرى فقد خَفِى عن أبصار الورى وتوارى عن الأبصار مدخله وعمِى فى القلوب مسلكه .


الحب دقت معانيه على أن توصف فهو كامن فـى الصدور كمون النار فـى الحِجر إن قدحته أوْرى وإن تركته توارى .
الحب ملك الأبدان وأرواحها وملك القلوب وخواطرها والعيون ونواظرها .
والمتيم بمحبوبه أسيرٌ يستعبده الهوى يذبل من وجْده ويصاب بالسقم والمرض ولايتمنى الشفاء منه .
أستلذ بلائى فيك يا أملى ولست عنك بمدى الأيام أنصرف
إن قيل لى أنسلى عن مودته فما جوابى إلا اللام والألف
والمحب دائماً مايتوق إلى الوحدة والتأمل فى الطبيعة لما أودعه الله فيها من رقة وصفاء ومن بهاء وجمال ومن شروق وغروب
ورياح وعواصف ومن سحب وغيوم ومن أمواج وبروق ونضارة وذبول .
...
رجل فقيه
سُئل رجلٌ فقيل له : من أكرم الناس ؟
قال : أفقههم فى الدين وأصدقهم لليمين وأطعمهم للمساكين .
فقيل له : ومن خير الناس ؟
قال : أكثرهم إحساناً وأدومهم غفراناً وأوسعهم ميداناً .
فقيل له : ومن أشجع الناس ؟
قال : أضربهم بالسيف وأقْراهم للضيف وأتركهم للحَيْف .
فقيل له : ومن أحب الناس ؟
قال : من عاملهم فلم يظلمهم ومن حدّثهم فلم يكذبهم ومن وعدهم فلم يخلفهم .
فقيل له : ومن شر الناس ؟
قال : أطولهم جفوة وأشدّهم قسوة وأدومهم صَبْوة .
فقيل له : ومن ألأم الناس ؟
قال : كثير الألوان المقتر على الإخوان المعطى على هوان .
فقيل له : ومن أجبن الناس ؟
قال : المتأخر عن الصفوف الكاره لضرب السيوف المحب لظلال السقوف .
فقيل له : ومن أثقل الناس ؟
قال : الضنين بالسلام المهذار فى الكلام المتفنن فى الملام .
...
تأملات
الشمس تميل وتجنح إلى المغيب وقرصها العجيب يكافح من أجل البقاء . لانت ورقّت بعد اللهيب وهى هى قرصها هو هو ..
بدأت حنونة تنشر النور والضياء ثم ازداد وهجها واشتد حرها والتهب سعيرها ثم بردت وهدأت وصارت هالة دامية كأنها بصمة من دماء
على صفحة الأفق فى السماء سرعان ماولّت وتلاشت لتمحو آية الضوء والنهار المتشبث بالبقاء وسرعان ماانضوت لترقد كالوحش المتعب لينام .
يأتى الليل بحلكته ويلفّ الكون بظلمته ويسدل ستائره وتتكاثر النجوم ببصيص ضوئها ويتلألأ القمر بسناه وضياه ثم يعلو ويزدهى وينفض أضواءه
يملأ النفوس رضاً ولذة ورقة وجمالاً يترجمه الشعراء شعراً والعاشقون نشوة ووجْداً والعابدون والقانتون صلاة ودعاء .
برق ورعد ومطر وسحاب . رياح تأتى بنسمات هادئة ورياح تأتى بأعاصير وعواصف تقصف وتعصف ثم تلهث وترقد .
حياة تهبط من البطون وأخرى تغيب فى القبور .
زرع يخرج شطأه فى ضعف وحذر ويقوى عوده ويتصلب ساقه ثم يصفر وييبس ويفنى بالحصاد . أشباح وذكريات وسكون يدوى كطنين الحشرات .
حياة مفعمة بالزهور وبالفرح والسرور وحياة صامتة غائبة احتجب بدرها وغام سماؤها يقظتها قلق ورقادها أرق ونومها لماماً متقطعاً وسهادها موحش
وأمنها خوف وضياؤها ظلام .
أين المنعة . أين العظمة . أين المجد . أين المال . أين الحياة . أين الناس . كلٌ إلى فناء .
.................................................. ....................................
************************************************** *************************************************
سعيد شويل