وبدأت افتش حقيبتي ... آآآآآآآآ ! لقد نسيت العنوان يا أبي ... المكان الذي سأقيم فيه .. صرخ أبي في وجهي " كيف تنسى مثل هذا الشيء المهم " ولكنه عارض مغادرتي للقطار لاننا لا نعرف متى سيتحرك ولكني لم استمع اليه رغم محاولاته في إيقافي ، ربما كان يستطيع ايقافي ..لكن ، هل يستطيع ايقاف حنيني الى بيتي ، اخوتي ، ارضي؟ لا بالطبع لا ، هرعت تاركا خلفي مستقبلي .. متجها الى بيتي .. عندما وصلت كان هدوء غريب يخيم على المكان وباب دارنا شبه مفتوح ، دخلت وانا غير مكترث لمثل هذه الاشياء فأنا اسمع في داخلي صوت اخوتي ينادونني ، ناديت بأعلى صوتي والفرح يغمرني :" اخوتي لقد عدت ، ها قد عدت من جديد " . لكني لم اسمع اي صوت ، اين ذهبوا ؟ مرة اخرى ناديتهم ودخلت الى كل الغرف ولكني لم اجد احدا في المنزل . ماذا جرى يا ترى ؟ أين هم؟ فجأة انقبض قلبي و بدأت احس بخوف رهيب لا أعرف لماذا .. ناديتهم من جديد وقلبي يبكي .. لا أعرف لماذا.. بعد لحظات سمعت صوت خرير ماء، كان الصوت آتٍ من المطبخ ، وقتها احسست بأن روحي عادت الي ركضت والابتسامة تملؤ وجهي ، كان مطبخنا خارج المنزل لذلك اعتدنا لبس احذيتنا للوصول اليه ، عندما خرجت لم اجد الا فردة واحدة من حذائي اسرعت الى المطبخ ووجدت اختي الكبرى ، فرحت كثيرا ثم انهلت عليها بالأسئلة سألت عن اخوتي أين ذهبوا ، لكن عجباً فهي لم ترد علي وكأني غير موجود ، اختي ماذا جرى لك ، وأين حذائي الآخر لقد بحثت عنه ولكني لا أجده في أي مكان ، في ذلك الوقت ردت علي بصوت مخيف وأجش :" انا أنتعله " والتفتت إلي ببطء ....
رأيت ما لم أكن أريد رؤيته ، رأيت ،رأيت الدم يملؤ نصف وجهها واحدى عينيها الجميليتين غير موجودة ، صرخت من الخوف ، وبدأت هي بالضحك! أظن أنه أصابها مس من الجنون ، اسرعت للفرار من المكان وسمعتها تقول وهي تضحك كالمجنونة :" لا تستطيع الفرار أبداً فكما أخذوهم سيأخذونك معهم ، هاهاها " فزعت كثيراً مما سمعت والافكار تتقلب في راسي ، ماذا جرى ، ومن هم ، من أخذ اخوتي ،،،