الشعب العراقي شعب غيور يأبى الضيم ويرفض الذل ويمقت الهوان، وعليه فإنه قاتل المحتل وضحى بالأرواح والأموال ليهزمه وتحقق له ما أراد، فثماني سنوات حملت على عاتقها تأريخا مشرفا لا يكاد يحظى به شعب غير الشعب العراقي، سحقت فيها الآلة الأمريكية وكسرت فيها الفزاعة الهوليودية، وافتضح فيها الجندي الأمريكي، على أيدي أبناء الشعب العراقي وفي مقدمتهم جيش رجال الطريقة النقشبندية أحد فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير، فالطائرة الأمريكية سقطت بصاروخ السديد، والقواعد المحصنة زلزلت بصاروخ البينة وصاروخ الحق، ودباباتهم المدمرة تجنح على قوارع الطرق العراقية، تراها في العين سكرابا، وتراها في الأخرى ذكريات من العز والفخار ونصبا تذكارية لرجال الجهاد الأبطال. واليوم وبعد دخولنا العام التاسع من هذا الاحتلال البغيض، لا زال الشعب العراقي يزداد تصميما وتقدما في مسيرته العظيمة، فقد أضاف لصفحات جهاده العظيم صفحة جديدة من صفحات المنازلة للعدو المحتل، وذلك بخروجه للتظاهر والاعتصامات التي لا تطالب بلقمة عيش أو تحسين خدمات كما يصورها الاعلام المسيس المسير من الجانب الأمريكي فشعبنا أكبر من ذلك، بل إن الشعب يطالب بخروج المحتل وجلائه من العراق، وإسقاط الحكومة الطائفية العميلة ورموزها الذين قدموا وراء المحتل وفي غبار دباباته، وليوصل للمحتل وأذنابه الأذلاء رسالة مفادها أن الشعب العراقي لن يدع وسيلة يعبر فيها عن رفضه للاحتلال إلا ويستخدمها ضد المحتل، وفي كل ذلك ما يكفي دلالة على غيرة هذا الشعب وإبائه وصموده. واليوم وفي غمار هذه المنازلة تتجلى مدن العراق جميعها في تظاهراتها واعتصاماتها التي تطالب فيها بجلاء المحتل من العراق وإسقاط الحكومة الطائفية العميلة التي جاء بها ونصبها، فقد فتحت هذه الساحات ابتداءً من ساحة التحرير في بغداد وصولا إلى نينوى الحدباء والأنبار، وامتدادا إلى جميع محافظات عراقنا الحبيب لتضيف إلى سجل جهادها العظيم صفحة نيرة من صفحات الذود عن الوطن والتعبير عن رفض الاحتلال ومن جاء معه، واليوم يبرز دور رجال العشائر الأصلاء ليخرجوا إلى ساحات الاعتصامات والتظاهرات ويعلنوا رفضهم القاطع للاحتلال وأذنابه، وليعيدوا ذكريات العشائر العراقية الأصيلة التي طالما دافعت عن العراق ووقفت ضد الغزاة، ولا شك أن هذه الاعتصامات والتظاهرات في تزايد وتمدد وتصاعد لأنها تعبر عن إباء الشعب العراقي وصموده وليثبت في خلد المحتل أن الشعب العراقي مصمم على التحرير وأن المحتل لا مكان له في العراق.
هذه المقالة منقولة من المجلة النقشبندية العدد50
لتحميل المجلة اضغط هنا