عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > إسلاميات
مواضيع اليوم
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة

عمانيات   عمانيات
الرد على الموضوع
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 29/09/2011, 05:32 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
الله اكبر يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ

انتبهوا لقلوبكم قبل موتكم



أفلا معتبر بما طوت الأيام من صحائف الماضين، وقلبت الليالي من سجلات السابقين، وما أذهبت المنايا من أماني المسرفين؟!
كل نفس من أنفاس العمر معدود، وإضاعة هذا ليس بعده خسارة في الوجود!



{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}.

هذه يد المنون تتخطف الأرواح من أجسادها، تتخطفها وهي راقدة في منامها، تعاجلها وهي تمشي في طرقاتها، تقبضها وهي مكبة على أعمالها، تتخطفها وتعاجلها من غير إنذار أو إشعار

{فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}

هاهو ابن آدم يصبح سليما معافا في صحته وحلته ثم يمسي بين إطباق الثرى ويل للأغرار المغترين يأمنون الدنيا وهي غرارة
ويثقون بها وهي مكارة فارقهم ما يحبون ورأوا ما يكرهون وحيل بينهم وبين ما يشتهون ثم جاءهم ما يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون

إنها الدنيا!

تبكي ضاحكا، وتضحك باكيا، وتخيف آمنا و تؤمِّن خايفا، وتفقر غنيًا، وتغني فقيرا، تتقلب بأهلها لا تبقي أحد على حال!

لا يعرف حقيقة الدنيا بصفوها وأكدارها وزيادتها ونقصانها إلا المحاسب نفسه.

من أحسن في ليله، كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره، كوفئ في ليله.
ومن سره أن تدوم عافيته، فليتقِ الله ربه!

فالبر لا يبلى، والإثم لا يُنسى، والديّان لا يموت، وكما تدن تُدان.

وإذا رأيت في عيشك تكديرا، وفي شأنك اضطرابا، فتذكّر نعمة ما شكرت، أو زلة قد ارتكبت
واحذر من زوال النعم، وفجاءة النقم! ولا تغتر بسعة حلم الحليم!

ومن زرع حصد، وليس للمرء إلا ما اكتسب، وهو في القيامة مع من أحب

يقول الفضيل ابن عياض رحمه الله

"من عرف أنه عبد الله، وراجع إليه، فليعلم أنه موقوف،
ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول، فليعد لكل سؤال جواباً،
قيل: -يرحمك الله- فما الحيلة؟
قال: الأمر يسير؛ تـُحسن فيما بقي، يغفر لك ما مضى؛ فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وما بقي"

وهذه وقفة محاسبة مع النفس، بل مع أعز شيء في النفس، مع ما بصلاحه صلاح العبد كله، وما بفساده فساد الحال كله!
وقفة مع ما هو أولى بالمحاسبة وأحرى بالوقفات الصادقة..
يقول نبيكم محمدًا صلى الله عليه واله وسلم:

((أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)).

ويقول عليه صلى الله عليه وسلم:

((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه)).

ويقول الحسن رحمه الله:

"داوِ قلبك، فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم، ولن تحب الله حتى تحب طاعته".

من عرف قلبه عرف ربه، وكم من جاهل لقلبه ونفسه والله يحول بين المرء وقلبه!

يقول ابن مسعود رضي الله عنه:

"هلك من لم يكن له قلب يعرف المعروف وينكر المنكر".

لابد في هذا من محاسبة تفضّ مغاليق الغفلة، وتوقظ مشاعر الإقبال على الله في القلب واللسان والجوارح جميعا..

إن الله لم يبعث نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلا بالمهمّتين العظيمتين:

1- علم الكتاب والحكمة

2- وتزكية النفوس

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.

بل لقد علق الله سبحانه تعالى صلاح عبده على تزكية نفسه، وقدم ذلك وقرره بإحدى عشر قسم متواليا، اقرؤوا إن شئتم وتأملوا:

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.

إنّ في القلوب فاقة وحاجة لا يسدها إلا الإقبال على الله ومحبته والإنابة إليه، ولا يلم شعثها إلا حفظ الجوارح واجتناب المحرمات واتقاء المشتبهات.

معرفة القلب من أعظم مطلوبات الدين ومن أظهر المعالم في طريق الصالحين.


جاء في الخبر عند مسلم رحمه الله من حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو رضي الله عنهما يَقُولُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

((إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ)).

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ:

((اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ)).

ولا ينفع عند الله إلا القلب بالسليم

{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}

[الشعراء: 88-89]

ومن دعائه صلى الله عليه,واله وسلم:

((وأسألك قلبا سليما)).

والقلوب أربعة

1. قلب تقي نقي فيه سراج منيرفذلك قلب المؤمن.

{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا }.

2. وقلب أغلق مظلم وهو قلب الكافر.

{وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ}.

3. وقلب مرتكس منكوس فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر، وأبصر ثم عمي.

{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ}

[النساء : 88].

4. وقلب تمدّه مادتان: مادة إيمان، ومادة نفاق، فهو لما غلب عليه منهما.

ولقد قال الله في أقوام:

{هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ}

[آل عمران : 167].

جاء في صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ اله وَسَلَّمَ قَالَ:

يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ
فهي سليمة نقية، خالية من الذنب، سالمة من العيب، يحرصون على النصح والإخلاص والمتابعة والإحسان، همتهم في تصحيح العمل أكبر منها بكثرة العمل؛

{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}

أوقفهم القرآن فوقفوا، واستبانت لهم السنة فالتزموا، يؤتون ماأتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون.





من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #2  
قديم 29/09/2011, 06:38 PM
صورة لـ هدوء انثى
هدوء انثى
سبحان من {علقك} فيني و {علقني} فيك ..
حواء واسرتها وشعر وأدب
 
: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ

بارك الله فيك



من مواضيعي :
الرد باقتباس
الرد على الموضوع

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
مِنْكَ الْعَتَبْ ؟ وَالَّا الْعُتْبِ مِنْ زَمَانٍـيُ عمرم شعر و أدب 4 19/10/2011 11:40 PM
يَوْمَ الْقِيَامَةِ له تَاجَاً مِنْ نُورٍ ضَوْؤُهُ مِثْل ضَوْءِ الشَّمْسِ عمرم إسلاميات 1 13/11/2010 02:01 AM
فَلنَدَعْ كُلَّ شَيْئٍ مُزْعِجٍ يَمُرُ كَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ زهرةالشوق موضوعات عامة 2 07/01/2010 01:57 PM
خلك بني آدم تراها اختك ( مضوع للنقاش) احب الدنيا قضايا المجتمع وحقوق الإنسان 7 23/07/2006 04:21 PM
رسالة غرامية مِنْ الحاسوبِ ابن الحسين English Forum 3 03/05/2006 02:25 PM


الساعة الآن: 03:00 AM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات