لن نفقد الأمل

رجل تظهر خطوط الدهر على وجهه والحزن يطفو فوقها ،كان يجلس على مقاعد الانتظار في المطار الدولي .. انتابني الفضول حوله فانا اراه كل يوم يجلس في نفس المكان لكني كلما اردت سؤاله اشعر بشيء من الخوف والرهبة لا اعرف لماذا لكني اخيرا استجمعت شجاعتي وذهبت اليه اقتربت منه بخطوات بطيئة قدم للامام واخرى للخلف وكاني اتردد في الذهاب اليه سألته : ماذا هناك يا عم ؟ هل هناك مشكلة ؟ اقصد باني اراك كل يوم تجلس هنا .. عن ماذا تبحث ؟ أو انك تنتظر احداً ؟ ظللت اسأله واسأله .. وإذا به يلتفت الي والدموع امتلأت في عينيه الشاحبتين وتنهد بعمق وكانه كان ينتظر من يسأله حتى يفضفض عن خلجاته وقال لي : ان لي قصة اريد ان اخرجها من قلبي فلم يسالني احد من قبل ماذا بك ، وانت اول شخص يفعل ذلك ساقول لك حكايتي التي مضى عليها ستون عاماً ، كنت مازلت فتى صغير في ريعان شبابي لا اتذكر كم كنت ابلغ من العمر حينها ربما كنت في السادسة عشر من عمري حين قررت السفر للدراسة في الخارج ، كان لدي اخوة واخوات نلعب معا ونمرح في وطننا الحبيب وعندما حان موعد سفري شعرت وكأن جزءاً مني سأتركه خلفي ، نعم ،انه وطني، واهلي، المكان الذي ترعرعت فيه ، اخوتي الذين لا اقوى على فراقهم ومع هذا كنت احس بان مستقبلي كان ينتظرني ، تجهزت للسفر والوداع ، ركبت القطار مع امي وابي الذان اصرا على الذهاب معي ليطمئنا علي جلست قرب النافذة انظر النظرة الأخيرة على موطني وقلبي يعتصر حزنا على ما خلفت من ذكريات.. ولكن فجأة أعلن ان القطار سيتأخر لمدة ساعة لظروف طارئة ، فرحت كثيرا لان ذلك سيزيد من وقتي في البقاء هنا في ارضي ظللت انظر من النافذة واحاول ان احفظ بعض المشاهد و الوجوه في مخيلتي واشتم نسيم بلادي، ولكني احسست بأني نسيت شيئاً مهما التفت الى حقيبتي افتشها لعلي اتذكر ما فقدت أو ما نسيت ....




[align=left]يتبع...