|
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
لنجعل امتحان الدنيا يذكرنا بمتحان الاخره!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله مِلءَ ما خلق.. الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض .. الحمد لله عدد ما أحصى كتابُهُ ، والحمد لله على ما أحصى كتابه .. والحمد لله عدد كُلِّ شيءٍ ، والحمد لله مِلءَ كُلِّ شيءٍ . والصلاة والسَّلام على خير الأنام .. وأشهد أن لا إله إلاَّ الله العليُّ العظيم ، ربِّ السموات السَّبع وربِّ العرشِ الكريم ، وأشهد أن محمداً عبدُ الله ورسوله ، وخيرته من خلقه ، وأمينه على وحيه ، وصفيه من عباده ، أمَّا بعد : تعيش البيوت المسلمة أزمةً طاحنةً من جرَّاء الامتحانات التي تطرق الأبواب بين الفينة والأخرى ... وحالما يقترب موسم الاختبارات حتَّى ترى كثيراً من البيوت قد أعلنت عن حالة التأهب القصوى والاستعداد الكامل والاستنفار المتحفِّز ، لدخول معمعة الامتحان التي يكرم المرء فيها أو يهان ! وهذا جهدٌ مشكور ، وعملٌ مأجور إذا صلُحت النيَّة ، وخلُص المقصِد لله ربِّ العالمين . ولكننا لو تأملنا هذا الاهتمام المبالغ فيه من أجل هذا الامتحان الهيِّن الدُّون ، ثمَّ قلَّبنا البصر إلى ضعف الاستعداد وقلَّة الاهتمام وشدَّة الغفلة عن ذلك الامتحان الرهيب الذي خلقنا الله تعالى من أجله وأنشأنا له ، لرأيت البصر ينقلب إليك خاسئاً وهو حسير . قال تعالى :{ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا } وقال تعالى :{ ولنبلونَّكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ..} وقال تعالى :{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشِّر الصابرين } وقال تعالى :{ ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض } وقال تعالى :{ ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم } قال تعالى :{ وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم } والفرق واسع والبون شاسع بين امتحان الدنيا وامتحان الآخرة .. وإليك أوجهاً من ذلك التباين والاختلاف بين الامتحانين { وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم } المـوضـوع امتحان الدنيا في جزءٍ من كتاب ، وفي ورقاتٍ معدوداتٍ من دفتر ، في مجالٍ من مجالات الحياة ، وضربٍ من ضروب العلم . أمَّا امتحان الآخرة ففي كتابٍ لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلاَّ أحصاها ، قد حوى الأقوال ، وأحصى الأفعال ، وأحاط بالحركات والسَّكنات ، وألمَّ بالخطرات والهنَّات والزلاَّت ! قال تعالى :{ ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاَّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا } فالصغائر مسجلة به ، كما أنَّ الكبائر مدوَّنة فيه . قال تعالى :{ وكلُّ صغير وكبير مستطر } فالعباد يقولون ويعملون ، والكُتَّاب يكتبون، ويوم القيامة يخرجُون ما كانوا يحصون و يستنسخون. قال تعالى :{ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحقِّ إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } فتنشر الفضائح ، وتظهر القبائح ، ويبدو ما كان مخبوءاً من ذنوبٍ وعصيان ، تحت ركام الغفلة والنسيان ! { يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كلِّ شيء شهيد } الأسـئـلة امتحان الدنيا أسئلته محدودة في بعض مفردات الكتاب ، فلا يمكن للمعلِّم أن يسأل الطالب عن كلِّ دقيق وجليل من محتويات المنهج ، وربما تدركه الشفقة فيختار له من أسهل الأسئلة وأيسرها ، ولعلَّه يراجع مع الطالب الإجابة قبيل الامتحان بأيام مساعدةً له وتيسيراً عليه . أما امتحان الآخرة فالأسئلة حاويةٌ لأطراف الحياة ، شاملة لدقائق العمر .. أسئلة عن الأفعال .. و أسئلة عن الأقوال .. وأسئلة عن الأموال .. وأسئلة عن النيَّات .. وأسئلة عن المعتقدات .. وأسئلة عن الأوقات .. وأسئلة عن الأمانات .. سؤال خطير ؛ جِدُّ خطير ، عن كلِّ كبير وصغير وعظيم وحقير ! قال تعالى :{ فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون } إنه موقف السؤال والحساب بين يدي ملك الملوك وربِّ الأرباب ! قال تعالى { وقفوهم إنَّهم مسئولون } عن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" لا تزُولُ قدَما ابن آدم مِن عندِ ربِّه حتَّى يُسألَ عن خمس : عن عُمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن شَبابِهِ فيما أبلاهُ ، وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسَبَهُ وفيما أنفَقَهُ ، وماذا عمِلَ فيما عَلِمَ " وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال :" ألا كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مسؤُلٌ عن رعيَّتهِ ، فالإمامُ الذي على النَّاسِ راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّته ، والرَّجلُ راعٍ على أهلٍ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عن رعيَّتهِ ، والمرأةُ راعيةٌ على أهلِ بيتِ زوجِها وولدهِ وهي مسؤولةٌ عنهُم ، وعبدُ الرَّجلِ راعٍ على مالِ سيِّدهِ وهو مسؤولٌ عنهُ ، ألا فكُلُّكُم مسؤولٌ عن رعيَّتِهِ " وعن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنَّ الله تعالى سائلٌ كلّ راعٍ عمَّا استرعاه : أحفِظَ ذلِكَ أم ضَيَّع ؟ حتَّى يسأل الرَّجل عن أهلِ بيتِهِ " ولو أنَّا إذا مِتنا تركنا لكان الموتُ غاية كلَّ حيٍّ ولكنَّا إذا متنا بعثنا ونُسأل بعده عن كلِّ شيءٍ المـكـان امتحان الدنيا في جوٍّ مهيأ ، ومكانٍ معدٍّ ، فالكراسي مريحة ، والأنوار ساطعة ، والمكيفات باردة ، والأمن والأمان يبسطان رداءهما على المكان . أما امتحان الآخرة ففي جوٍّ رهيب ، وموقفٍ عصيب ، ومكانِ عجيب .. قال تعالى :{ يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار } أهوالٌ عظيمة ، وكرباتٌ جسيمة ، وأحوالٌ مفجعةٌ ، ومناظر مدهشةٌ ، ترتعد منها الفرائص ، وتقشعرُّ منها الجلود ، وتنخلع لهولها القلوب ، وتشيب منها مفارق الولدان ! قال تعالى :{ .. يوماً يجعل الولدان شيباً } يوم يجمع الله الأولين والآخرين ، فإذا هم بالساهرة ، حفاةً بلا أحذية ، عراةً بلا أردية ، غرلاً بدون ختان . قال تعالى :{ كما بدأنا أوَّل خلقٍ نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين } عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تُحشَرُونَ حُفاةً عُراةً غُرلاً " قالت عائشةُ : فقلتُ : يا رسولَ الله الرِّجالُ والنِّساءُ ينظُرُ بعضُهُم إلى بعضٍ ؟ فقال :" الأمرُ أشدُّ مِن أن يُهِمَّهُم ذلك " القبور تبعثرت ، والأفلاك تفجَّرت ، والنجوم تكدَّرت ، والسماء تفطَّرت، والجبال سيِّرت ، والبحارسعِّرت ، والشمس كوِّرت ، والجحيم برِّزت ، والوحوش جمعت وعلى أرض المحشرحشرت ... قال تعالى :{ يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكنَّ عذاب الله شديد } القلوب واجفة ، والأبصار خاشعة ، والأعناق خاضعة ، والأمم جاثية على الرُّكب تخشى العطب ، لِما ترى وتسمع من مهلكات وخطوب ، فالميزان منصوب ، والصراط مضروب ، والشهود تشهد ، والجوارح تفضح ، والصحائف تنشر ! وإلى الله يومئذِ المستقر ! فأين المفر ؟! مثِّل لنفسِكَ أيُّها المغرورُ يوم القيامةِ والسَّماءُ تمورُ قد كُوِّرت شَمسُ النَّهارِ وأُضعِفَت حَرَّاً على رؤُس العبادِ تفُورُ وإذا الجِبالَ تقلَّعت بأُصُولها فرأيتَها مِثلَ السَّحابِ تسيرُ وإذا النُّجُومُ تساقَطت وتناثَرت وتبدَّلت بعدَ الضياءِ كدُورُ وإذا العِشارُ تعطَّلت عن أهلِها خَلَت الدِّيارُ فما بِها معمُورُ وإذا الوحوشُ لدى القيامةِ أحضرت وتقولُ للأملاكِ أين نسيرُ فيقالُ سيروا تشهدُونَ فضائحاً وعجائباً قد أُحضِرت وأُمُورُ وإذا الجنينُ بأُمِّهِ مُتعَلِّقٌ يخشى الحِسابَ وقلبهُ مذعُورُ هذا بلا ذنبِ يخافُ لهولِهِ كيفَ المُقيمُ على الذُّنوبِ دُهُورُ ؟! قال تعالى :{ يوم تجد كلُّ نفسٍ ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودُّ لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذِّركم الله نفسه والله رؤوفٌ بالعباد } الزمـان امتحان الدنيا إن طال زمانه وامتدَّ أوانه فهو في ساعةٍ من نهار ، وربما أكثر من ذلك بقليل . أما امتحان الآخرة فهو في { يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } قال تعالى :{ وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون } وقال تعالى :{ ثمَّ يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون } وعندما يعيش المجرمون ذلك اليوم الطويل بما فيه من خطبٍ جليل ، يقسمون الأيمان المغلظة ما لبثوا إلاَّ قليلاً ولا عاشوا إلاَّ يسيراً . قال تعالى :{ ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون } فيفزعون نادمين ، وعلى أعمارهم متحسِّرين : إنما هو زمنٌ يسير ! وعمرٌ قصير! ثُمَّ كان إلى الله المصير ! قال تعالى : { قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين * قال إن لبثتم إلاَّ يسيراً لو أنكم كنتم تعقلون * أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وإنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق ..} والعاقل الحصيف يعلم علم اليقين أنَّما هي بضع سنين أو أقلُّ من ذلك أو أكثر ، ثمَّ يقبر ، ثمَّ ينشر ، ثمَّ يحشر ، فإذا به واقفٌ بين يدي ربّه في يوم العرض الأكبر! فيستعدَّ لما أمامه من أهوال يوم القيامة ، فيغنم أيامه ولياليه فيما يقرِّبه من خالقه ومولاه .. بالمبادرة إلى الطاعات ، والأعمال الصالحات ، والمسابقة في الخيرات ، قبل أن تأتيه المنيَّة ، ويصاح في قافلة الهلكى : الرحيل ! الرحيل ! ويبلسُ هنالك الغافلون ! قال تعالى : { كأنَّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاَّ عشيَّة أو ضحاها } المـراقب المراقب في الدنيا مخلوقٌ مثلك ، محدود القدرات ، معدود الإمكانات ، ينسى ويغفل ، ويسهو ويتنازل ، وليس بالإمكان أن يحيط بقاعة الامتحان ! أمَّا الرقيب على امتحان الآخرة ـ وله المثل الأعلى ـ فهو الذي لا يضلُّ ولا ينسى ، قد أحاط بكلِّ شيءٍ علماً ، لا تخفى عليه خافية ، ولا يعزب عنه مثقال ذرَّة ، ولا يغيب عن بصره شيءٌ من الأشياءٍ في الأرض ولا في السَّماء . قال تعالى : { الله لا إله إلاَّ هو الحيُّ القيًّوم لا تأخذه سنةٌ ولا نوم ...} عن أبي موسى رضي الله عنه ، قال : قامَ فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسِ كلماتٍ فقال :" إنَّ الله عزَّ وجلَّ لا ينامُ ، ولا ينبغي له أن ينامَ ، يخفِضُ القِسطَ ويرفَعُهُ ، يُرفَعُ إليهِ عَملُ الليلِ قبلَ عَملِ النَّهار وعملُ النَّهارِ قبلَ عملِ الليل ، حجَابُهُ النُّورُ لو كشَفَهُ لأحرَقَت سُبُحاتُ وجههِ ما انتهى إليهِ بصَرُهُ مِن خلقِهِ " فأين تغيب عن سمعه وبصره ؟! وهو السَّميع البصير ! وأين تهرب عن علمه ونظره ؟! وهو العليم الخبير ! وأيُّ حجابٍ يواريك منه ويحجبك عنه ؟! ادعو لكاتبها وناقلها وقارئها بالجنة |
#2
|
||||
|
||||
المشارك الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا جزيلا في ميزان حسناتكـــم والموضوع قيم للغايـــــــــــــــــه.. |
#3
|
||||
|
||||
الموضوع جميل ابصراحة
والله يجازيك بحسنات ان شاء الله |
مشاركة الموضوع: |
|
عناوين مشابهه | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | ردود | آخر مشاركة |
لنجعل رسول الله قدوتنا | nosa | الحديث والسيرة النبوية | 4 | 04/10/2011 06:07 PM |
لنجعل من السنن المندثرة سننا منتشرة | شامخة باسلامي | إسلاميات | 2 | 06/07/2011 12:00 AM |
الدنيا والاخرة والمشقة فى حياتنا الدنيا | fatenfouad | إسلاميات | 6 | 27/01/2011 04:11 PM |
رفضت ان يكون زوجها فى الاخره^^^^^^^^^^^^ | زهرة الاسلام | موضوعات عامة | 0 | 17/02/2010 05:38 PM |
تركت الدنيا أمْ الدنيا تركتك | sweet angel | إسلاميات | 3 | 12/06/2005 12:45 PM |
|