احتضار في غرفة الإنعاش

احتضار في غرفة الإنعاش
لا اعلم أن القدر مشئوم وان الموت لابد منه بل أنه حق علينا لم اعلم كل ذلك ولم اخذ في الحسبان صراخ أمي وهي تترجاني أن ارجع كي أساعدها نعم صرخات أمي وعويلها لم يرجعاني بل كان الموت أقوى هناك حيث كان يقول لي لطفا لا ترجع إلى أمك فأنت الآن على حافة الاحتضار أسرعت حينها ولم اهتم بمناداة أمي لي وأطلقت لمقود سيارتي العنان وأنا أطلق أضحوكات صاخبة لم أضحكها من قبل نعم وكأنني أعيش حياة سعيدة اضحوكاتي في ذلك اليوم لم يكن لها مبررات .ضحكت في ذلك اليوم المشئوم من قلبي لم أعهده في حياتي كلها وفجأة وبدون سابق إنذار لم اصحوا إلا وأنا على صرخات أمي الثكلى وعلى تمتمات الناس من حولي .لا أعرفهم من أين جاءوا ولا اعلم ما الذي حصل لي أشاهد من حولي أناس يبكون ويهللون حزنا وهناك نسوة قطعن ثيابهن حزنا لا اعلم ماذا في الأمر نعم اليوم أنا هنا في قائمة الاحتضار ولقب سبقني إلية كثيرون فمنهم من ذهبوا إلى رحمة الله ومنهم من يعاني آلام المصاب وأنا كتبت معهم.
أمي:
لاتبكي كثيرا علي لأنني لم اعبأ بصراخك لي ولم ارجع وياليتني رجعت لكن هذا قدري اليوم أنا هنا ياامي لأدفع مقدار غلطتي فلقد نسيت ياامي أن أودع أختي الصغيرة وهي ذاهبة إلى المدرسة لم أتذكر منها سوى معالم وجهها الطفو لي الصغير لم يبقى في مخيلتي سوى قصات شعرها الخفيفة. اعذريني آماه إذا أخبرتك باني لن استطيع حضور زفاف أختي. لان الحياة توقفت هنا في هذا المكان في غرفة الاحتضار.
أمي : لم يبقى مني كما ترين إلا فتات عظم وهشيم رأس وأشلاء قد تقطعت من طول الانتظار ووجه قد ارقه سهر الليالي وشدة الآلام .أما كان ياامي أن ارحل وبسرعة بدلا من عذابك معي وسهرك الليالي أمام بوابة الغرفة أما كان لي أن ارحل وأنا سعيد بدلا من المعاناة التي أعانيها.
أختي:
سامحيني إذا كنت قد أطلقت عنان سيارتك وذهبت بها من حيث لا تدرين .عندها زارني شبح الموت المخيف وقال لي لامحالة انك ستأتي إلينا حتما وقريبا جدا فقلت له إليك أنا فما حالي إلا أشبه بحال أموات الليل.
امي:
إني اتالم من داخلي كثيرا وأنا ينهشني الموت أمامكم وانتم تنظرون اتالم وبقلبي جمرات شوق إليكم يتعذبون. أماه نسيت أن أودع أصحابي فاحملي إليهم سلامي وبقايا عبارات وشجون.
أمي لقد أغفلت جوانب كثيرة في حياتي لم أعطيها حقها حق ربي وأهلي وإخواني وصحبتي. أماه كأنني اسمع صوت مغادرة صديقي في الغرفة المجاورة وها أنا استعد للمغادرة بعد قليل.
وصيتي لك يامي بان تذكروني كثيرا أنت وإخوتي .واجعلوا من صوري وبقايا كتبي ومخلفاتي الدراسية ذكرى لكم.وأوصيكم بان تتركوا نسوة الحي تنعاني في مماتي ولا تنسوني من دعائكم الطيب وترحموا لي واطلبوا من الله أن يحفظني وان يدخلني جنات النعيم غفر الله لكم وغفر لمن سبقكم وفي الدنيا عبرة للذين لا يعتبرون من الحياة.


كتبت هذه القصة وكانت أحداثها واقعية لموت شاب في القرية بسبب حادث افجع الناس وأهلة وصحبة .

الله يبعدنا عن هذي الغرفة انشاء الله

إلهي من لي غيركّ !

حين يتهجد الليل المظلم داري !

من لي غيركَ حين أرفع كفي في سماءكَ .!

من لي يا رب غير رحمتك وعفوكَ .!