الشمس اوشكت على المغيب ...

الشمس أوشكت على المغيب..



لقد أدت واجبها فى هذا المكان من كوكب الأرض وهاهى تستعد للرحيل إلى مكان

آخر تنثر فيها دفئها وأشعتها الذهبية..

والسحب تمضى.. تسير الهوينى.. وقد صبغتها الشمس بلون ذهبى جميل..

السحب تسير ماضية إلى حيث كتب الله لها أن تكون وتأتى غيرها..

تبحر فى السماء الصافية التى تنعكس على مرآة القلب فتضفى عليها صفاءً وسكينة..

العصافير تزقزق فى براءة.. والبلابل تغرد.. والحمام يشارك فى هذه المعزوفة

بهديله الهادئ المطمئن..

العصافير الصغيرة تقفز قفزات صغيرة مثلها بين غصون الأشجار..

ينادى بعضها بعضاً أن عودوا إلى أعشاشكم فقد انتهى اليوم وأوشكت الشمس على الرحيل..

أرى عصافير صغيرة تطير مبتعدة عن العش.. إنهم الصغار يلعبون بعد أن

انتهى الجميع من العمل..

أسمع عصفورة تزقزق.. إنها أم تنادى صغارها، هى تخشى عليهم أن تأخروا

على العودة من مخلوقات الليل..

أسمع عصافير تزقزق تسبح ربها وتحمده أن غدت خماصاً وعادت بطاناً..



أسمع زقزقات أسرة من العصافير يحكى كل فردٍ فيها عن يومه..

وهاهو اليمام يطير بين البيوت والأشجار..

وهاهو بلبل يحك منقاره فى غصن الشجرة كأنما ينظف نفسه كطفل صغير

ينظف أسنانه قبل أن يخلد إلى النوم..

ونسمات الهواء الباردة تهب فيتطاير شعر فتاة جلست فى شرفة منزلها..

يتطاير على وجنتيها وجبهتها.. تهب نسمات الهواء الباردة فتمسك الفتاة

ذراعيها بكفيها، كأنما تحتضن نفسها لتدفئها..

تهب نسمات الهواء الباردة فتحرك أوراق الأشجار حركة، وتتمايل الأشجار

كأنما ترقص فرحاً على زقزقات العصافير وتغريدات البلابل..

ثم يصدح المؤذن بالأذان كأنما هو صوت نازل من السماء يذكر الناس

أن الله هو خالق هذه الطبيعة الجميلة.. يذكرهم بأن الله أكبر وألا إله إلا هو،

فلا يذلوا أنفسهم لأحد وألا يبتغوا بأعمالهم أحداً غيره.. يذكرهم أن

محمداً (صلى الله عليه وسلم) رسول الله، فليسيروا على سنته..

يدعوهم إلى لقاء الخالق والإفضاء له بما فى قلوبهم..

يدعوهم إلى الفلاح وإعمار الأرض..

ثم يذكرهم ثانية بأن الله أكبر وألا إله إلا الله…