عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > منتديات عامة > قصص حقيقية
مواضيع اليوم
قصص حقيقية قصص يومية, قصص من المـاضي, قصيرة وطويلة

عمانيات   عمانيات
الرد على الموضوع
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01/06/2011, 10:47 PM
صورة لـ جميلة فوق السحاب
جميلة فوق السحاب
ودود
 
قصة فتاة

كان يوما عاديا من ايام دراستي حين رأيتها تدخل علينا على استحياء في القاعة. وقالت: عفواً أستاذة لمياء. أنا الطالبة الجديدة في هذه الدورة. أروى عبد الله. هل يمكنني الدخول؟
نظر إليها الجميع باستغراب..
الطالبات..
المدرسة..
الكل يتفرس في وجهها الغريب..

لكن كان من الواضح.. أنها كانت مستعدة لهكذا نظرات..ابتلعت المعلمة ريقها بصعوبةوقالت هي تحاول أن تتماسك وتخفي نظرة استغرابها أو تخوفها المفاجئ..
- حسناً.. تفضلي يا أروى..

بقينا ننظر بغباءوكأننا نريد أن نشفي غليلنا من شيء ما..نتفرس في الوجه المشوه الغريب..
كانت تسير بهدوء وثقة..بينما أخذت الفتيات يبتعدن بكراسيهن المتحركة عن طريقها..
وكأنهن يشعرن بشيء من خوف أو ريبة من هذه الإنسانة المسكينة..



وقفت تبحث عن مكان تجلس فيه..كانت معظم الأماكن مليئة.لا يوجد سوى مقعدين فارغين فقط..
حين اقتربت من شيماء لتجلس قربها..قالت بسرعة.. وعلى وجهها ملامح غريبة تجمع الشعور بالتقزز مع الشفقة مع الخوف مع أشياء أخرى..
- هذا الجهاز معطل

كنا نعلم أن الجهاز يعمل.. لكننا سكتنا..علمت أنها شعرت بأنها غير مرحب بها..شعرت بنسمة إنسانية تمر على قلبي..ضغطت على نفسي ودعوتها لتجلس قربي..
- هذا المكان فارغ.. تفضلي..
أتت بهدوء..
وحين اقتربت..
شعرت أكثر بمدى غرابة وجهها..

لكني حاولت تركيز نظري على الجهاز حتى لا أنظر إليها..
في البداية كنت حين ألتفت فجأة لأنظر إليها..أشعر بشيء من الخوف..كانت بلا أنف تقريباً.. وبلا شفتين..وعيناها بالكاد تظهران من فتحتين صغيرتين..مع تجعدات كثيرة على جوانب وجهها..
وحين انتهى اليوم.. خرجت بهدوء وحدها..فبدأت همهمات البنات وأصواتهن الحادة..

- يا الله.. مسكييييينة.. !
- يا حرااام...

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد..إذ بدأ البعض بإبداء مشاعر التقزز والخوف منها..

قالت إحداهن..
- صراحة شكلها يخوف..
- فعلاً أنا بصراحة لا أستطيع التحمل.. أنا لم أدفع مالي لحضور دورة مع هكذا أناس

سبحان الله!
قلت في نفسي.. ألهذه الدرجة نتجرد من إنسانيتناأحياناً..

كانت تحاول دائماً أن تخفي وجهها عنا فتلفت إلى أحد الجانبين..وكنت أحاول بدوري أن أعود نفسي على النظر إليها،حتى أتخلص من شعور الصدمة الذي يباغتني كلما التفت نحوها

انسحبت شذى من الدورة فهي كما تقول لم تستطع الجلوس في المكانفقد كانت تشعر (بالخوف) والرغبة في البكاء كلما نظرت إلي أروى..
وعرفت كيف أن أقسى الناس قلوباً هم من يدعون أنهم الأكثر (رقة) وحساسية أحياناً..
البقية لم يوضحوا أي مشاعر،

لكن تصرفاتهم كانت جامدة جداً وحذرة مع المسكينة..وأحياناً كانوا يتفرسون في وجهها حين تتكلم بشكل واضح..
أما أنا فحاولت أن أكون طبيعية قدر الإمكان معها..
ويوماً بعد يوم بدأت أعرف الروح الجميلة التي في داخلها..

كانت أروى فنانة في الرسم..وحين أبديت لها بعض الاهتمام..وجدتها تحضر لي بعض رسوماتها الرائعة..والتي وقفت مبهورة أمام جمالها وألوانها الرائعة التي تكاد تنضح بالحياة..

كل هذا الجمال في داخلها؟
سألت نفسي.. سبحان الله.كانت دقيقة في عملها.. مرتبة..وكانت أسرعنا تعلماً.. وأكثرنا مهارة في الحاسب..

وذات يوم سألتها..
- في أي مرحلة دراسية أنت يا أروى..؟
- أنا؟

ضحكت ثم قالت..
- ستفاجئين!
- لماذا..

- لا زلت أدرس في الصف الثالث الاعدادى..
سكت.. فقد كانت بالفعل تبدو على الأقل في المرحلة الجامعيةلكنها قطعت تعجبي وقالت..
- تركت الدراسة لمدة سبع سنوات بعد الحادث الذي شوه وجهي..
شعرت بالرهبة لأنها بدأت لأول مرة تتحدث عن هذا الأمر..
لم أعرف ماذا أقول..
لكني ابتسمت وأبديت اهتمامي.. فأخذت توضح..
(كنت قد أنهيت الصف الثاني الاعدادى. وفي أول أيام العطلة الصيفية.. حدث حريق كبير في بيتنا.. وكنت وحدي في غرفتي.. محاطة بالنيران..)
ابتلعت ريقها وقالت وهي تشير لوجهها وتتحاشى النظر إلي..

طبعاً احترق ثلاثة أرباع جسمي.. بل إنهم حين أخرجوني لم يكن لي وجه..!

ابتسمت وكأنها قالت نكتة.. لتحاول أن تخفف من الشعور بالألم الذي بدا على وجهي
كانت تمسك بفأرة الحاسب وتحاول أن تشغل نفسها بفتح بعض الملفات وهي تتحدث

(مكثت ثلاث سنوات وأنا تحت أيدي جراحي التجميل.. أتحمل الآلام المبرحة.. القاتلة لكي تظهر لي معالم وجه..! وبعد جهد جهيد.. ظهر هذا الوجه.. ولله الحمد.. أفضل من لا شيء!!)

استغربت من قوتها..وكيف تتحدث عن الأمر بشكل عادي..شعرت بإعجاب شديد بشخصيتها

(في السنوات الثلاث الأولى كان تفكيري ودعائي منصباً على أن يرحمني الله بالموت.. وأتخلص من الألم القاتل.. ألم الحروق.. وألم فقدان وجهي الذي كان جميلاً.. وألم فقدان

قدرتي على الذوق والبلع بسهولة.. على التحسس بأصابعي.. ألم فقداني لأنوثتي).
تنهدت وهي تبتسم بمرارة..
(فيما بعد.. بدأت أقتنع شيئاً فشيئاً أن هذا ابتلاء من الله.. وصبرت واحتسبت

. لكن الألم الأشد الذي بدأ يواجهني.. هو.. مواجهة الناس..إنه أشد الآلام فتكاً يا نورة.. ألم لا تتصورينه.. ألم يحرقني أكثر مما أحرقتني النار نفسها.. نظراتهم.. شفقتهم.. تقززهم.. أو استهزاءهم أحياناً..

تخيلي أن تصرخ فتاة وتقول لزميلتها..
"انظري انظري! المسكينة.. انظري إلى وجهها كيف يبدو..!"
وبصوت تعلم جيداً أنه يصل لمسمعي..)

شعرت بالخجل الشديد أثناء حديثها..لأن هذا هو ما يحدث بالفعل للأسف الشديد:

(انطويت في بيتي سبع سنوات كاملة.. لم أكن أريد أن أخرج لأحد أو أن يراني أحد..
حتى بنات عمي لم أكن أشعر بالراحة من رؤيتهن لي وهمساتهن الواضحة بعد قيامي..
كنت كمن ينتظر الموت البطيء..فقط أصلي وأقرأ القرآن.. وأشغل وقتي بأي شيء..
لكن شاء الله أن تتوفى أمي.. رحمها الله.. وهي التي كانت تسندني وتدعمني وتشد من أزري..توفت وأنا في أشد الحاجة إليها..فهي التي تغدق علي بالحنان.. وتواسيني وتذكرني برحمة الله.. وهي التي كانت توفر لي ما أحتاجه..

شعرت بصدمة قوية بعد فراقها..أصبحت الدنيا أكثر ألماً..وانعزلت أكثر في غرفتي فترة أبكي)..

تنهدت بألم وبدا عليها التأثر وأكملت حديثها وكأنها لأول مرة تتحدث هكذا:
(بعد وفاتها بفترة.. عرفت أن علي أن أتحرك.. أن أفعل شيئاً.. أن أنفض غبار اليأس والحزن عني.. فالعزلة لن تنفعني..ربما كانت أمي توفر لي حاجزاً يحميني من الناس..لكن بعد أن فقدتها كان علي أن أواجه الناس بشكل أو بآخر..
دعوت الله كثيراً أن يثبتني ويمنحني القوة..وبدأت بالخروج شيئاً فشيئاً..عدت بصعوبة لمقاعد الدراسة..وبدأت أتعود على نظرات الحمقى والقساة..
أحاول أن أعزي نفسي بأن هذا قضاء الله وقدره.. وعلي أن أرضا به.. والحمد لله..
إذا كان الله قد أخذ وجهي في الدنيا فأسأل الله أن يمنحني وجهاً خيراً منه في الآخرة

وإذا كان الله قد أذاقني ألم نار الدنيا فأسأل الله عز وجل أن يقيني نار الآخرة

كنت مبهورة بقصتها وبكلامها فقلت بهدوء..
- (ياااه.. ما شاء الله عليك..!)
- (الدنيا لا تستحق أن نحزن عليها . والله لا تستحق.. هذا ما تعلمته..
فلا شيء باق.. جمالك قد يذهب في أي لحظة.. وحياتك كذلك..

الأهم.. هو.. مصيرنا في الآخرة..)
شعرت بأني صغيرة أمام حكمتها..قوتها..جمال روحها..وإيمانها..

ولأول مرة رأيت بالفعل وجهاً آخر لأروى..
وجهاً جميلاً.. رائعاً.. مشرقاً

منقول




من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #2  
قديم 02/06/2011, 12:20 AM
صورة لـ غير الناس
غير الناس
مُبــدع
ي رب توفيقگ
 
: قصة فتاة

مشكوررره على الموضوع بصراحه موضوع جدا جميل ويجب علينا شكر الله على نعمته وعدم الاستهزاء على الاشخاص الذين فقدوا شي من حياتهم ونصبح اصدقاء لهم وعدم التهرب منهم الان هذا الشي من الله عز وجل وانشالله ربي يشفيها وكل اخوانا المسلمين



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #3  
قديم 02/06/2011, 01:15 AM
صورة لـ هدوء انثى
هدوء انثى
سبحان من {علقك} فيني و {علقني} فيك ..
حواء واسرتها وشعر وأدب
 
: قصة فتاة

ياااااااااالله
قصه مؤاثرة وذااااااااااااات مغزى
مشكوووووووووووووووووووووووووورة



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #4  
قديم 02/06/2011, 01:06 PM
صورة لـ وردة الربيع
وردة الربيع
واعـــد
 
: قصة فتاة

مشكورة على القصة المؤاثرة جدا .........وتعلمنا درس مهم من دروس الحياة ......وهو التعامل مع الناس ليس على المظهر الخارجي .............بل على الداخلي .........وعم الاستهانة باي شخص



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #5  
قديم 03/06/2011, 05:38 PM
صورة لـ جميلة فوق السحاب
جميلة فوق السحاب
ودود
 
: قصة فتاة

مشكرين على المرور العطر

يسلمووووووووووووووو



من مواضيعي :
الرد باقتباس
الرد على الموضوع

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
وقاحة فتاة ربحي قصص حقيقية 11 22/02/2014 08:37 PM
الى كل فتاة مخدوعة شاهدي كيف يفضِّل السجن والترحيل على الزواج من فتاة اختلى بها ساكتون إسلاميات 5 15/01/2012 02:46 AM
إحذري يا فتاة!!!!!......... jawhara شعر و أدب 5 12/06/2010 09:52 PM
قصة فتاة مؤثرة جدا جدا همس القوافي قصص حقيقية 4 06/07/2007 10:51 PM


الساعة الآن: 02:45 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات