عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > معرفة وتطوير > تطوير ذاتي
مواضيع اليوم
تطوير ذاتي هل أنت راضٍ عن نفسك؟ هل فكرت يوماً في تطويرها؟ إذن لنبدأ بالإرتقاء معاً لصقل مهارات وقدرات يجب إكتسابها لصناعة النجاح والحياة.

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 31/12/2006, 01:10 AM
صورة لـ زهرة الخزامى
زهرة الخزامى
ودود
 
لا تحزن للشيخ عائض القرني

لا تحزن للشيخ عائض القرني
الجزء الأول
الفصل الأول
يا الله
{ يسأله من في السموات والارض آل يوم هو في شأن } : إذا
اضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب
السفينة : يا الله.
إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الرآب عن الطريق وحارت
القافلة في السير ، نادوا : يا الله.
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب
المنكوب : يا الله.
إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت الستور في وجوه
السائلين ، صاحوا : يا الله.
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الامال وتقطعت الحبال ،
نادوا : يا الله.
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت
، فاهتفت : يا الله.
ولقد ذآرتك والخطوب آوالح *** سود ووجه الدهر أغبر قاتم
فهتفت في الأسحار باسمك صارخا **** فإذا محيا آل فجر
باسم
إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ،
والدمع البريء ، والتفجع الواله.
إليه تمد الأآف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في
الملقات ، والأسئلة في الحوادث.
باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذآره تطمئن
القلوب وتسكن الأرواح ، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ، ويثوب
الرشد ، ويستقر اليقين ، { الله لطيف بعباده }
الله :
أحسن الأسماء وأجمل الحروف ، وأصدق العبارات وأثمن الكلمات
، { هل تعلم له سميا }
الله :
فإذا الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ، {
لمن الملك اليوم لله الواحد القهار }
ا لله :
فإذا اللطف والعناية ، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، {
ومابكم من نعمة فمن لله }
الله :
الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت.
مهما رشفنا في جلالك أحرفا *** قدسية تشدو بها الأرواح
فلأنت أعظم والمعاني آلها *** يارب عند جلالكم تنداح
اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سرورا ، وعند
الخوف أمنا.
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفىء جمر الأرواح بماء
الإيمان.
يا رب ، ألق على العيون الساهرة نعاسة امنة منك ، وعلى
النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحا قريبا.
يا رب اهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك
، والزائغين عن السبيل إلى هداك.
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر
بفيلق من الحق ، ورد آيد الشيطان بمدد من جنود عونك
مسومين. اللهم أذهب عنا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من
نفوسنا القلق.
نعوذ بك من الخوف إلا منك ، والرآون إلا إليك ، والتوآل إلا عليك ،
والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ، أنت ولينا ، نعم المولى
ونعم النصير.
فكر واشكر
المعنى أن تذآر نعم الله عليك فإذا هي تغمرك من فوقك ومن
تحت قدميك { وان تعدوا نعم الله لا تحصوها } صحة في بدن ،
أمن في وطن ، غذاء وآساء ، وهواء وماء ، لديك الدنيا وأنت ما
تشعر ، تملك الحياة وأنت لا تعلم { واسبغ عليكم نعمه ظاهرة
وباطنة } عندك عينان ، ولسان وشففان ، ويدان ورجلان { فبأي
الاء ربكما تكذبان } هل هي مسئلة سهلة أن تمشي على قدميك
، وقد بترت أقدام؟! وأن تعتمد على ساقيك ، وقد قطعت سوق؟!
أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير؟! وأن تملأ
معدتك من الطعام الشهي وأن تكرع من الماء البارد وهناك من
عكر عليه الطعام ، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام؟! تفكر
في سمعك وقد عوفيت من الصمم ، وتأمل في نظرك وقد سلمت
من العمى ، وانظرإلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام ،
والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول .
أتريد في بصرك وحده آجبل أحد ذهبا ؟! أتحب بيع سمعك وزن
ثهلان فضة؟! هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم؟!
هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع؟! إنك
في نعما عميمة وأفضال جسيمة ، ولكنك لا تدري ، تعيش مهموما
مغموما حزينا آئيب! وعندك الخبز الدافىء ، والماء البارد ، والنوم
الهانىء ، والعافية الوارفة ، تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود
، تنزعج من خسارة مالية وعندك مفتاح السعادة ، ومن اطير
مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء ، فكر واشكر { وفي
انفسكم افلا تبصرون } فكر في نفسك ، وأهلك ، وبيتك ، وعملك
، وعا فيتك ، وأصدقائك ، والدنيا من حولك { يعرفون نعمة الله ثم
ينكرونها }
ما مضى فات
تذآر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لماسيه حمق
وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة. ان ملف الماضي عند
العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ، يقيد
بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا
يرى النور ، لأنه مضى وانتهى ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ، لا
الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم ، لا تعش في آابوس
الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي ،
أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل
إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العين ، إن تفاعلك
مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه
وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف
للساعة الراهنة ، ذآر الله الأمم وما فعلت ثم قال : { تلك امة قد
خلت } انتهى الأمر وقضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ،
وإعادة عجلة التا ريخ.
إن الذي يعود للماضي ، آالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ،
وآالذي ينشر نشارة الخشب. وقديما قالوا لمن يبكي على
الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذآر من يتحدث على
ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر؟ قال : أآره الكذب.
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نهمل قصورنا
الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على
إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه.
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح
تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام
، فلا تخالف سنة الحياة.
يومك يومك
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فحسب ستعيش ، فلا أمس
الذي ذهب بخيره وشره ، ولا الغد الذي لم يات إلى الان . اليوم
الذي أظلتك شمسه ، وأدرآك نهاره هو يومك فحسب ، عمرك يوم
واحد ، فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وآأنك ولدت فيه
وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه
، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب ، لليوم
فقط اصرف ترآيزك واهتمامك وإبداعك وآدك وجدك ، فلهذا اليوم
لابد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر واطلاعا بتأمل ، وذآرا
بحضور ، واتزانا في الأمور ، وحسنا في خلق ، ورضا بالمقسوم ،
واهتماما بالمظهر ، واعتناء بالجسم ، ونفعا للاخرين.
لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه
سنوات ، ومن ثوانيه شهور ، تزرع فيه الخير ، تسدي فيه الجميل ،
تستغفر فيه من الذنب ، تذآر فيه الرب ، تتهيا للرحيل ، تعيش هذا
اليوم فرحا وسرورا ، وأمنا وسكينة ، ترضى فيه برزقك ، بزوجتك ،
بأطفالك بوظيفتك ، ببيتك ، بعلمك ، بمستواك { فخذ ما اتيتك وآن
من الشاآرين } تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج ، ولا سخط
ولا حقد ، ولا حسد. إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة
تجعلها أيضا على مكتبك تقول العبارة : (يومك يومك). إذا أآلت
خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء ،
أو خبز غد الغائب المنتظر.
إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم ، فلماذا تحزن من ماء أمس
الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غدا الاسن الحار.
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها
لنظرية : لن أعيش إلى هذا اليوم. حينها تستغل آل لحظة في
هذا اليوم في بناء آيانك وتنمية مواهبك ، وتزآية عملك ، فتقول :
لليوم فقط أهذب ألفاظي فلا أنطق هجرا أو فحشا ، أو سبا ، أو
غيبة ، لليوم فقط سوف أرتب بيتي ومكتبتي ، فلا ارتباك ولا بعثرة
، وإنما نظام ورتابة. لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة
جسمي ، وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي ، والاتزان في
مشيتي وآلامي وحرآاتي.
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي ، وتأدية صلاتي على
أآمل وجه ، والتزود بالنوافل ، وتعاهد مصحفي ، والنظر في
آتبي ، وحفظ فائدة ، ومطالعة آتاب نافع.
لليوم فقط سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتث منه
شجرة الشر بغصونها الشائكة من آبر وعجب ورياء وحسد وحقد
وغل وسوء ظن لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الاخرين ، وأسدي
الجميل إلى الغير ، أعود مريضا ، أشيع جنازة ، أدل حيران ، أطعم
جائعا ، أفرج عن مكروب ، أقف مع مظلوم ، أشفع لضعيف ،
أواسي منكوبا، اآرم عالما ، أرحم صغيرا ، أجل آبيرا.
لليوم فقط سأعيش فيا ماض ذهب وانتهى اغرب آشمسك ، فلن
أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذآرك لحظة ، لأنك ترآتنا وهجرتنا
وارتحلت عنا ولن تعود إلينا أبد الابدين.
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ، ولن
أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود ، لأن غدا لا شيء
لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مذآورا.
يومك يومك أيها الإنسان أروع آلمة في قاموس السعادة لمن أراد
الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها.
اترك المستقبل حتى ياتي
{ اتى امر الله فلا تستعجلوه } لا تستبق الأحداث ، أتريد إجهاض
الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، إن غدامفقود لا
حقيقة له ، ليس له وجود ، ولاطعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل
أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، ونهتم لحوادثه ، نتوقع آوارثه ،
ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فإذا هو سرور وحبور ،
المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا
نعبر جسراحتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ،
أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه
بسلام.
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح آتاب
الغيب ثم الاآتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا ، لأنه طول


أمل ، ومذموم عقلأ ، لأنه مصارعة للظل. إن آثيرا من هذا العالم
يتوقع في مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ،
وهذا آله من مقررات مدارس الشيطان { الشيطان يعدآم الفقر
ويامرآم باالفحشاء والله يعدآم مغفرة منه وفضلا } آثير هم الذين
يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غدا ، وسوف يمرضون بعد سنة ،
وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام. إن الذي عمره في يد غيره لا
ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا
يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له.
اترك غدا حتى ياتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك
مشغول باليوم.
وان تعجب فعجب هؤلاء يقترضون الهم نقدا ليقضوه نسيئة في
يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الامل
آيف تواجه النقد الاثم
الرقعاء السخفاء ستوا الخالق الرازق جل في علاه ، وشتموا
الواحد الأحد لا إله إلأ هو ، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف
والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حربا! ضروسا لا هوادة فيها
من النقد الاثم المر ، ومن التحطيم المدروس المقصود ، ومن
الإهانة المتعمدة مادام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع ،
ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في
السماء فتفر من هؤلاء ، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما
يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك.
إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس لا يرفسون آلبا ميتا ،
لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحا ، أو علما ، أو أدبا ، أو مالأ
، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك
، وتنخلع من آل صفات الحمد ، وتنسلخ من آل معاني النبل ،
وتبقى بليدا!غبيا صفرا محطما ، مكدودا ، هذا ما يريدون بالضبط.
اذا فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم "أثبت أحد"
وآن آالصخرة الصامتة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد لتثبت
وجودها وقدرتها على البقاء. إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت
به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ، الا
فاصفح الصفح الجميل ، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما
يمكرون. إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك
يكون النقد الاثم المفتعل.
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل
ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتجافيك لهم ،
وإهمالك لشأنهم ، وإطراحك لأقوالهم!. { قل موتوا بغيظكم } بل
تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية
محاسنك وتقويم اعوجاجك.
إن آنت تريد أن تكون مقبولأ عند الجميع ، محبوبا لدى الكل ،
سليما من العيوب عند العالم ، فقد طلبت مستحيلأ وأملت أملأ
بعيدا.
لا تنتظر شكرا من احد
خلق الله العباد ليذآروه ورزق الله الخليقة ليشكروه ، فعبد الكثير
غيره ، وشكر الغالب سواه ، لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء
وآفران النعم غالبة على النفوس ، فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد
آفروا جميلك ، وأحرقوا إحسانك ، ونسوا معروفك ، بل ربما
ناصبوك العداء ، ورموك بمنجنيق الحقد الدفين ، لا لشيء إلأ لأنك
أحسنت إليهم { وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله }
وطالع سجل العالم المشهود ، فإذا في فصوله قصة أب ربى ابنه
وغذاه وآساه وأطعمه وسقاه ، وأدبه ، وعلمه ، سهر لينام ، وجاع
ليشبع ، وتعب ليرتاح ، فلما طرشارب هذا الابن وقوي ساعده ،
أصبح لوالده آالكلب العقور ، استخفافا ، ازدراء ، مقتا ، عقوقا
صارخا ، عذابا وبيلأ.
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراق جميلهم عند منكوسي الفطر ،
ومحطمي الإرادات ، وليهنأوا بعوض المثوبة عند من لا تنفذ
خزائنه.
إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل ، وعدم الإحسان
للغير ، وإنما يوطنك على انتظار الجحود ، والتنكر لهذا الجميل
والإحسان ، فلا تبتئس بما آانوا يصنعون.
اعمل الخير لوجه الله ، لأنك الفائز على آل حال ، ثم لا يضر غمط
من غمطه ، ولا جحود من جحده ، واحمد الله لأنك المحسن ، وهو
المسيء واليد العليا خير من اليد السفلى { انما نطعمكم لوجه
الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا } وقد ذهل آثير من العقلاء من
جبلة الجحود عند الغوغاء ، وآأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو
ينعي على الصنف عتؤه وتمرده { مر آان لم يدعنا الى ضر مسه
} لا تفاجأ إذا أهديت بليدا قلما فكتب به هجاءك ، أو منحت جافيا
عصا يتوآأ عليها ويهش بها على غنمه ، فشج بها رأسك ، هذا هو
الأصل عند هذه البشرية المحنطة في آفن الجحود مع باريها جل
في علاه ، فكيف بها معي ومعك.
الاحسان الى الغير انشراح للصدر
الجميل آاسمه ، والمعروف آرسمه ، والخير آطعمه. أول
المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد ،
يجنون ثمرته عاجلا في نفوسهم ، وأخلاقهم ، وضمائرهم ،
فيجدون الانشراح والانبساط ، والهدوء والسكينة.
فإذا طاف بك طائف من هئم أو ألم بك غم فامنح غيرك معروفا
واسد له جميلأ تجد الفرج والراحة. اعط محرومأ ، انصر مظلومأ ،
أنقذ مكروبا ، أطعم جائعأ ، عد مريضأ ، أعن منكوبا ، تجد السعادة
تغمرك من بين يديك ومن خلفك.
إن فعل الخير آالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه ، وعوائد
الخير النفسية عقاقير مبارآة تصرف في صيدلية الذي عمرت
قلوبهم بالبر وا لإحسان.
ان توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في
عالم القيم ( ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق ) وإن عبوس الوجه
إعلان حرب ضروس على الاخرين لا يعلم قيامها إلأ علأم الغيوب.
شربة ماء من آف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها
السموات والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل ، يحب
الجميل ، غني حميد.
يا من تهددهم آوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان
المعروف وتشاغلوا بالغير ، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة
وستجدون السعادة طعمأ ولونأ وذوقأ { وما لاحد عنده من نعمة
تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى }
أطرد الفراغ بالعمل
الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن أذهانهم
موزعة { رضوا بان يكونوا مع الخوالف } إن أخطر حالات الذهن
يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى آالسيارة المسرعة في انحدار
بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال.
يوم تجد في حياتك فراعا فتهيا حينها للهم والغم والفزع ، لأن هذا
الفراغ يسحب لك آل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من
أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج ، ونصيحتي لك ولنفسي أن
تقوم بأعمال مثمرة بدلأ من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأد خفي ،
وانتحار بكبسول مسكن.
إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين
بوضع السجين تحت أنبوب يقطر آل دقيقة قطرة ، وفي فترات
انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون.
الراحة غفلة ، والفراغ لص محترف ، وعقلك هو فريسة ممزقة
لهذه الحروب الوهمية.
اذا قم الان صل أو اقرأ ، أو سبح ، أو طالع ، أو اآتب ، أو رتب
مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ
وإني لك من الناصحين.
اذبح الفراغ بسكين العمل ، ويضمن لك أطباء العالم ٥٠ % من
السعادة مقابل هذا الإجراء الطارىء فحسب ، انظر إلى الفلاحين
والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد آالعصافير في سعادة
وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب لأنك ملدوغ.
الفصل الثاني
لا تكن إمعة

لاتتقمص شخصية غيرك ولاتذب في الاخرين. إن هذا هو العذاب
الدائم ، وآثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحرآاتهم ،
وآلامهم ، ومواهبهم ، وظروفهم ، لينصهروا في شخصيات
الاخرين ، فإذا التكلف والصلف ، والاحتراق ، والإعدام للكيان
وللذات.
من ادم إلى اخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة ، فلماذا
يتفقون في المواهب والأخلاق.
أنت شيء اخر لم يسبق لك في التاريخ هثال ولن ياتي مثلك في
الدنيا شبيه.
أنت مختلف تمامأ عن زيد وعمرو فلا تحشر نفسك في سرداب
التقليد والمحاآاة والذوبان.
انطلق على هيئتك وسجيتك { قد علم آل اناس مشربهم } ، {
ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات } عش آما خلقت لا تغير
صوتك ، لاتبدل نبرتك ، لاتخالف مشيتك ، هذب نفسك بالوحي ،
ولكن لا تلغي وجودك وتقتل استقلالك.
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك
هذا ، لأنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا ("لا يكن أحدآم إمعة").
إن الناس في طبائعهم أشبه بعالم الأشجار : حلو وحامض ،
وطويل وقصير ، وهكذا فليكونوا. فإن آنت آالموز فلا تتحول إلى
سفرجل ، لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزأ ، إن اختلاف ألواننا
وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا اية من ايات الباري فلا تجحد اياته.
قضاء وقدر
{ ما اصاب من مصيبة فى الارض ولا فى انفسكم الا فى آتاب
من قبل ان نبراها } ، جف القلم ، رفعت الصحف ، قضي الأمر ،
آتبت المقادير ، { لن يصيبنا الا ما آتب الله لنا } ، ما أصابك لم
يكن ليخطأك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت
البلية عطية ، والمحنة منحة ، وآل الوقائع جوائز وأوسمة ("ومن
يرد الله به خيرأيصب منه )" فلا يصيبك قلق من مرض أو موت ابن
، أو خسارة مالية ، أو احتراق بيت ، فإن الباري قد قدر والقضاء قد
حل ، والاختيار هكذا ، والخيرة لله، والأجر حصل ، والذنب آفر.
هنيئأ لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الاخذ ، المعطي ،
القابض ، الباسط ، { لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون }
ولن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك ، وتذهب وساوس صدرك
حتى تؤمن بالقضاء والقدر ، جف القلم بما أنت لاه فلا تذهب
نفسك
حسرات ، لا تظن أنه آان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار ، وحبس
الماء أن ينسكب ، ومنع الريح أن تهب ، وحفظ الزجاج أن ينكسر ،
هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك ، وسوف يقع المقدور ،
وينفذ القضاء ، ويحل المتكوب { فعسى الله ان ياتى بالفتح او امر
من عنده }
استسلم للقدر قبل أن تطوق بجيش السخط والتذمر والعويل ،
اعترف بالقضاء قبل أن يدهمك سيل الندم ، اذا فليهدا بالك إذا
فعلت الأسباب ، وبذلت الحيل ، ثم وقع ما آنت تحذر ، فهذا هو
الذي آان ينبغي أن يقع ، ولا تقل ("لو أني فعلت آذا وآذا لكان
آذا وآذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ").
{ ان مع العسر يسرا }
يا إنسان بعد الجوع شبع ، وبعد الظمأ ري ، وبعد السهر نوم ،
وبعد المرض عافية ، سوف يصل الغائب ، ويهتدي الضال ، ويفك
العاني ، وينقشع الظلام { فعسى الله ان ياتي بالفتح او امر من
عنده } بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ،
ومسارب الأودية ، بشر المهموم بفرج مفاجىء يصل في سرعة
الضوء ، ولمح البصر ، بشر المنكوب بلطف خفي وآف حانية
وادعة.
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ، فاعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة
الظلال.
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فاعلم أنه سوف ينقطع.
مع الدمعة بسمة ، ومع الخوف أمن ، ومع الفزع سكينة ، النار لا
تحرق إبراهيم التوحيد ، لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة { بردا
وسلما } البحر لا يغرق آليم الرحمن ، لأن الصوت القوي الصادق
نطق ب { آلا ان معي ربي سيهدين } المعصوم في الغار بشر
صاحبه بأنه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة.
إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلأ النكد
والضيق والتعاسة ، لأنهم لا ينظرون إلأ إلى جدار الغرفة وباب
الدار فحسب. ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة
أفكارهم إلى ما وراء الأسوار.
اذا فلا تضق ذرعأ فمن المحال دوام الحال ، وأفضل العبادة انتظار
الفرج ، الأيام دول ، والدهر قلب ، والليالي حبالى ، والغيب
مستور ، والحكيم آل يوم هو في شأن ، ولعل الله يحدث بعد ذلك
أمرأ ، وان مع العسر يسرأ.
اصنع من الليمون شرابا حلوا
الذآي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح ، والجاهل الرعديد يجعل
المصيبة مصيبتين .
طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة ،
دولة ملأت سمع التاريخ وبصره.
سجن أحمد بن حنبل وجلد ، فصار إمام السنة ، وحبس ابن تيمية
فأخرج من حبسه علما جما ، ووضع السرخسي في قعر بئر
معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه ، وأقعد ابن الأثير فصتف
جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع آتب الحديث ، ونفي ابن
الجوزي من بغداد ، فجود القراءات السبع ، وأصابت حمى الموت
مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي
تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية ، ومات أبناء أبي ذوئيب
الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر ، وذهل منها الجمهور ،
وصفق لها التاريخ.
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها ، وإذا ناولك
أحدهم آوب ليمون فأضف إليه حفنة من سكر ، وإذا أهدى لك
ثعبانا فخذ جلده الثمين واترك باقيه ، وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه
مصل واقي ومناعة حصينة ضد سم الحيات. تكيف في ظرفك
القاسي ، لتخرج لنا منه زهرا ووردا وياسمينا { وعسى ان تكرهوا
شيئا وهو خير لكم } سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين
مجيدين متفائلا ومتشائما فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن. فأما
المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك. وأما المتشائم فنظر إلى
الطين في الشارع المجاور فبكى. انظر إلى الوجه الاخر للمأساة
، لأن الشر المحض ليس موجودا بل هناك خير ومكسب وفتح
واجر .
{ من يجيب المضطراذا دعاه } من الذي يفزع اليه المكروب ،
ويستغيث به المنكوب وتصمدإليه الكائنات، وتسأله المخلوقات ،
وتلهج بذآره الالسن وتالهه القلوب انه الله لا إله الا هو.
وحق علي وعليك ان ندعوه في الشدة والرخاء والسراء والضراء
ونفزع اليه في الملمات ونتوسل اليه في الكربات وننطرح
علىعتبات بابه سائلين باآين ضارعين منيبين حينها ياتي مدده
ويصل عونه ويسرع فرجه ويحل فتحه { امن يجيب المضطر اذا
دعاه } فينجي الغريق ويرد الغائب ويعافي المبتلي وينصر
المظلوم ويهدي الضال ويشفي المريض ويفرج عن المكروب {
فاذا رآبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين } ولن اسرد
عليك هنا أدعية ازاحة الهم والغم والحزن والكرب، ولكن احيلك
إلى آتب السنة لتتعلم شريف الخطاب معه فتناجيه وتناديه
وتدعوه وترجوه، فإن وجدته وجدت آل شيء ، وان فقدت الإيمان
به فقدت آل شيء ، ان دعاءك ربك عبادة أخرى ، وطاعة عظمى
ثانيه فوق حصول المطلوب ، وإن عبدا يجيد فن الدعاء حري ان
لايهتم ولايغتم ولايقلق آل الحبال تتصرم الا حبله آل الابواب
توصد الابابه وهوقريب سميع مجيب ، يجيب المضطر اذا دعاه
يامرك وانت الفقير الضعيف المحتاج ، وهو الغني القوي الواحد
الماجد- بأن تدعوه { ادعوني استجب لكم } إذا نزلت بك النوازل ،
وألمت بك الخطوب فالهج بذآره ، واهتف باسمه ، واطلب مدده
واسأله فتحه ونصره ، مرغ الجبين لتقديس اسمه ، لتحصل على
تاج الحرية ، وارغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ،
مد يديك ، ارفع آفيك ، أطلق لسانك ، أآثر من طلبه ، بالغ في
سؤاله ، ألح عليه ، إلزم بابه ، انتظر لطفه ، ترقب فتحه ، أش
باسمه ، أحسن ظنك فيه ، انقطع إليه ، تبتل إليه تبتيلأ حتى
تسعد وتفلح.
وليسعك بيتك
العزلة الشرعية السنية : بعدك عن الشر وأهله ، والفارغين
واللأهين والفوضويين ، فيجتمع عليك شملك ، ويهدأ بالك ، ويرتاح
خاطرك ، ويجود ذهنك بدرر الحكم ، ويسرح طرفك في بستان ا
لمعارف.
إن العزلة عن آل ما يشغل عن الخير والطاعة دواءعزيز جربه
أصباء القلوب فنجح ايما نجاح ، وأنا أدلك عليه ، في العزلة عن
الشر واللغو وعن الدهماء تلقيح للفكر ، وإقامة لناموس الخشية ،
واحتفال بمولد الإنابة والتذآر ، وإنما آان الاجتماع المحمود
والاختلاط الممدوح في الصلوات والجمع ومجالس العلم والتعاون
على الخير ، أما مجالس البطالة والعطالة فحذار حذار ، اهرب
بجلدك ، إبك على خطيئتك ، وأمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك
، الاختلاط الهمجي حرب شعواء على النفس ، وتهديد خطير لدنيا
الأمن والاستقرار في نفسك ، لأنك تجالس أساطين الشائعات ،
وأبطال الأراجيف ، وأساتذة التبشير بالفتن والكوارث والمحن ،
حتى تموت آل يوم سبع مرات قبل أن يصلك الموت { لو خرجوا
فيكم ما زادوآم الا خبالا } اذافرجائي الوحيد إقبالك على شانك
والانزواء في غرفتك إلأ من قول خير أو فعل خير ، حينها تجد قلبك
عاد إليك ، فسلم وقتك من الضياع ، وعمرك من الإهدار ، ولسانك
من الغيبة ، وقلبك من القلق ، وأذنك من الخنا ونفسك من سوء
الظن ، ومن جرب عرف ، ومن أرآب نفسه مطايا الأوهام ،
واسترسل مع العوام فقل عليه السلام.
العوض من الله
لا يسلبك الله شيئا إلأ عوضك خيرا منه ، إذا صبرت واحتسبت
("من أخذت حبيبتيه فصبرعوضته منهما الجنة") يعني عينيه (من
سلبت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسب عوضته من الجتة) من
فقد ابنه وصبر بنى له بيت الحمد في الخلد ، وقس على هذا
المنوال فإن هذا مجرد مثال.
فلا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها عنده جنة وثواب وعوض
وأجر عظيم.
إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوه بهم في الفردوس { سلام
عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } وحق علينا أن ننظر في
عوض المصيبة وفي ثوابها وفي خلفها الخير { اولئك عليهم
صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون } هنيئا للمصابين ،
بشرى للمنكوبين.
إن عمر الدنيا قصير وآنزها حقير ، والاخرة خير وأبقى فمن أصيب
هنا آوفيء هناك ، ومن تعب هنا ارتاح هناك ، اما المتعلقون
بالدنيا العاشقون لها الراآنون إليها ، فأشد ما على قلوبهم فوت
حظوطهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلذلك
تعظم عليهم المصائب وتكبر عندهم النكبات لأنهم ينظرون تحت
أقدامهم فلا يرون إلأ الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة.
أيها المصا بون ما فات شىء وأنتم الرابحون ، فقد بعث لكم
برسالة بين أسطرها لطف وعطف وثواب وحسن اختيار. ان على
المصاب الذي ضرب عليه سرادق المصيبة أن ينظر ليرى أن
النتيجة { فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وضاهره
من قبله العذاب } ، وما عند الله خير وأبقى وأهنأ وأمرأ وأجل
وأعلى.
الايمان هو الحياة
الأشقياء بكل معاني الشقاء هم الم


أكمل ولا شوووووووووو ؟؟؟




من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
الاسطورة للدكتور عائض القرني هدوء انثى إسلاميات 5 30/10/2011 08:26 PM
نصائح غيرت حياتى للشيخ عائض القرنى جميلة فوق السحاب تطوير ذاتي 5 29/05/2011 12:34 AM
فضل قول : لا حول ولا قوة الا بالله (عائض القرني) جميلة فوق السحاب إسلاميات 10 24/05/2011 06:50 AM
د. عائض القرني: العرب لا يقرأون احب الدنيا كنز المعرفة والبحوث 5 14/04/2007 10:46 PM
شعر طريف - عائض القرني قدسيةالمشاعر ألحان التقوى 0 06/06/2006 07:00 PM


الساعة الآن: 09:58 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات