عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > إسلاميات
مواضيع اليوم
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة

عمانيات   عمانيات
الرد على الموضوع
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10/02/2011, 03:40 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

بسم الله الرحمن الرحيم


فى هذه السلسة نتعرف على الصحابة رضى الله عنهم
.

1)الشهيد الحي :طلحة بن عبيد الله

عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: اني لفي داري ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالفناء وبيني وبينهم الستر اذ أقبل طلحة بن عبيد الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه (أي استشهد في سبيل الله) فلينظر الى طلحة”.
ولا عجب في ذلك. فطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن تميم بن كعب يلتقي نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب ومع أبي بكر الصديق في كعب بن سعد.
وهو من سادات قريش، ومن السابقين الى الاسلام والمنفقين في سبيل الله والمدافعين عن رسوله صلى الله عليه وسلم. وأيضاً من شهدائه الأبرار الذي صدقوا ماعاهدوا الله عليه.
وقد سماه النبي في يوم أحد طلحة الخير وفي غزوة القشيرة طلحة الفياض وفي يوم حنين طلحة الجواد.



راهب بصري

وقصة اسلامه تتشابه مع قصص كثير من السابقين الى الاسلام الذين جاءتهم الاشارات والبشارات سواء في الرؤى المنامية أو في حال اليقظة. يقول طلحة عن اسلامه:
حضرت سوق بصرى، فاذا أنا براهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من الحرم؟ (أي من مكة)، فقلت: نعم: فقال: هل ظهر أحمد بعد ؟ فقلت:
ومن أحمد؟ قال الراهب: ابن عبد الله بن عبد المطلب. هذا شهره الذي يخرج فيه. وهو آخر الأنبياء. ومخرجه من الحرم ومهاجره الى نخل وحَرة وسياج.
فاياك أن تُسبق اليه. فوقع في قلبي ما قال. فخرجت سريعا حتى قدمت مكة. فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم. محمد بن عبد الله الأمين قد تنبأ.
وقد تبعه ابن أبي قحافة أي أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحدثتني نفسي: محمد وأبو بكر. والله لا يجتمع الاثنان على ضلالة أبداً.
لقد بلغ محمد الأربعين من عمره وما جربنا عليه كذبا. وانه ما كان ليترك الكذب على الناس ويكذب على الله. فخرجت حتى وقفت على أبي بكر فقلت:
اتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم. فانطلق اليه فادخل عليه فاتبعه فإنه يدعو الى الحق. فأخبره طلحة بما قال الراهب

فخرج به أبو بكر حتى دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم طلحة وأخبر النبي بقصة الراهب.
وكما حدث مع غيره من السابقين للاسلام تعرض طلحة للأذى من أجل أن يترك هذا الدين وتعذب. ولكنه تحمل العذاب حتى يئس منه المشركون.
فقد بلغ خبر اسلام أبي بكر وطلحة الى نوفل بن خويلد وكان من سادات قريش فأخذهما نوفل وشدهما في حبل واحد. ولذلك سمي الاثنان بالقرينين لاقترانهما في حبل واحد.
واشترك معهما في التعرض للتعذيب الزبير بن العوام الذي ظل بعد ذلك هو وطلحة في تلازم وصحبة وسباق في عمل الخير وفي الدفاع عن الاسلام ونبي الاسلام
والانفاق في سبيل الله حتى ان علياً بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “طلحة والزبير جاراي في الجنة”. وأنعم به من جوار
.



يوم طلحة

وهاجر طلحة بدينه الى المدينة المنورة وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الوقائع كلها الا موقعة بدر: فقد بعثه النبي هو وسعيد بن زيد قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسسان
خبر العير القافلة التي كانت لقريش مع أبي سفيان بن حرب، فخرجا حتى بلغا الحوراء، فظلا بها حتى مرت بهما العير، فانطلقا حتى يبلغا رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أن
النبي كان قد علم بأمر العير قبل وصولهما فتجهز وخرج بالمسلمين لمواجهة المشركين، فلما علما بخروج النبي عادا ليلحقا به فلقياه وهو منصرف من بدر وقد نصره الله على الكفار.
فلم تتح لهما فرصة الاشتراك في غزوة بدر. غير أن النبي صلى الله عليه وسلم قدر لهما ما قاما به فضرب بسهامهما وأجورهما في غزوة بدر فكانا كمن شهدها.
غير أن البطولة الأكبر من طلحة قد تجلت في غزوة أحد فقد برزت في ذلك اليوم قوة ايمان طلحة بن عبيد الله وشجاعته وصموده أمام هول الكفار وثباته يوم عز الثبات،
ووفاؤه للنبي صلى الله عليه وسلم وتضحيته بنفسه في سبيل نجاة الرسول عليه الصلاة والسلام حيث رأى طلحة

أن النبي عليه الصلاة والسلام هدف لأعداء الاسلام فلزم جانبه يفديه بنفسه.
ولقد كان دوره في هذه الغزوة سببا في أن يطلق على هذا اليوم: يوم طلحة وأن يلقب طلحة بلقب: الشهيد الحي وأن يسميه النبي صلى الله عليه وسلم: طلحة الخير.
فحين انهزم المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق معه غير أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة بن عبيد الله من المهاجرين. كان النبي يصعد الجبل هو ومن معه.
فلحقت به عصبة من المشركين تريد قتله. فقال عليه الصلاة والسلام: “من يرد عني هؤلاء هو رفيقي في الجنة؟” فقال طلحة: “أنا يا رسول الله”.
فقال عليه الصلاة والسلام “لا.مكانك” فقال رجل من الأنصار: “أنا يا رسول الله”. فقال النبى: “نعم أنت” فقاتل الأنصاري حتى قتل.
ثم صعد الرسول عليه الصلاة والسلام بمن معه فلحقه المشركون. فقال النبي “ألا رجل لهؤلاء؟” فقال طلحة: أنا يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم:”لا. مكانك”.
فقال رجل من الأنصار: “أنا يا رسول الله”. فقال: “نعم أنت” فقاتل الأنصاري حتى قتل وتابع النبي صعوده والمشركون في أثره ومازال النبي يأذن للأنصار في القتال
حتى استشهدوا واحدا في اثر واحد ولم يبق سوى طلحة. ولحق المشركون بالنبي فقال طلحة: “الآن نعم”. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تعرض لأذى كثير.
فقد كسرت رباعيته وشج جبينه وجرحت شفته وسال الدم على وجهه وأصابه الاعياء وثقلت حركته اذ كان يتشح بدرعين، فجعل طلحة يكر على المشركين حتى يدفعهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم ينقلب الى النبي صلى الله عليه وسلم فيرقى به قليلا في الجبل.ثم يسنده الى الأرض ويكر على المشركين من جديد. ومازال كذلك حتى صدهم عنه.
قال أبو بكر رضي الله عنه: كنت آنئذ أنا وأبو عبيدة بن الجراح بعيدين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما أقبلنا عليه نريد اسعافه قال: “اتركاني وانصرفا الى صاحبكما”
يعني طلحة، فاذا هو تنزف دماؤه وفيه بضع وسبعون ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم. واذا هو قد قطعت كفه وسقط في حفرة مغشياً عليه. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعد ذلك:
“من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر الى طلحة بن عبيد الله”.


عطاء بلا حدود
وظل طلحة بن عبيد الله على عهده مع خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم. وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشار عمر الناس في الزحف لقتال الفرس الذين اجتمعوا في نهاوند
لقتال المسلمين واجهاض دعوة الاسلام. وكان طلحة بن عبيد الله من الخطباء المبرزين فقام فتشهد وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: “أما بعد يا أمير المؤمنين قد أحكمتك الأمور وعجنتك
البلايا وأحنكتك التجارب فأنت وشأنك وأنت ورأيك. واليك هذا الأمر فمرنا نطع وادعنا نجب واحملنا نركب وقدنا ننقد فإنك ولي هذا الأمر وقد بلوت واختبرت فلم ينكشف لك عن شيء
من عواقب قضاء الله عز وجل الا عن خيار”. وقد كتب الله النصر للمسلمين بفضل المشورة الصادقة والطاعة الملتزمة وروح الفداء والانفاق في سبيل الله من أمثال طلحة بن عبيد الله.
وبقدر ما كان طلحة جواداً بنفسه في سبيل الله والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جوادا بماله. فقد رزقه الله رزقا حسناً ووسع له في تجارته.
وكان رضي الله عنه سخياً محباً لفعل الخير معدودا من أجواد قريش وكرمائها، فكان لا يدع أحداً من بني تميم أهله الا كفاه مؤونته ومؤونة عياله وزوج أيامهم وأخدم عائلهم وقضى دين غارمهم.
وكلما اتسعت تجارته اتسع قلبه لفعل الخير وكثر عطاؤه في سبيل الله.
يقول قبيصة بن جابر: “ما رأيت أحداً أعطى لجزيل مال من غير مسألة من طلحة بن عبيد الله”. ويروي ابن سعد في طبقاته أن طلحة باع أرضا له الى عثمان بن عفان بسبعمائة ألف.
فحملها اليه. فلما جاء بها قال طلحة: “ان رجلاً تبيت هذه عنده في بيته لا يدري ما يطرقه من أمر الله العزيز”، فبات ورسله تختلف بها في سلك المدينة يوزعونها على الفقراء حتى أسحر وما عنده منها درهم.
وتروي عنه زوجته سعدى بنت عوف:دخل على طلحة يوماً فقلت:ما شأنك؟ قال:المال الذي عندي قد كثر وأكربنى.فقلت:وما عليك؟ اقسمه (أي وزعه على الفقراء) فقسمه حتى ما بقي عندهم درهم.


وبسبب هذه الخصال الكريمة وذلك الجهاد بالنفس والمال والحب لله ورسول الله أحبه الله ورسوله. فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لطلحة:
“أنت في حفظ الله ونظره حتى تلحق به”. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لطلحة بن عبيد الله: “أبشر يا أبا محمد. ان الله قد غفر لك من ذنبك ما تقدم وما تأخر. وقد أثبت اسمك في ديوان المقربين”.
في موقعة الجمل
[COLOR="Navy"]وقد كان طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة أولي الرأي الذين أوكل اليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمر المسلمين من بعده. وهم الذين اختاروا عثمان بن عفان وبايعوه.
وكان من المطالبين بثأر عثمان بن عفان رضي الله عنه. وفي موقعة الجمل وعندما تراءى الجيشان نادى علي طلحة مثلما فعل مع الزبير وقال: يا أبا محمد. ما الذي أخرجك؟ فقال: الطلب بدم عثمان.
قال علي: قتل الله أولادنا بدم عثمان. أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم وال من والاه وعاد من عاداه” وأنت أول من بايعني ثم نكثت وقد قال الله عز وجل:
“ومن نكث فانما ينكث على نفسه” فلما سمع طلحة هذا قال: أستغفر الله. وخرج من المعركة. فرآه مروان بن الحكم راجعا فرماه بسهم فمات بعدها. ويروى أنه عندما أصيب قال لغلامه:
أردفني وأبلغني مكاناً أنزل فيه. وقيل انه اجتاز به رجلا من أصحاب علي فقال له: أنت من أصحاب أمير المؤمنين؟ قال: نعم.قال: امدد يدك أبايعك له. فبايعه. ولما قضى دفن في بني سعد.
[/COLOR]منقول




من مواضيعي :

آخر تعديل بواسطة alanfal ، 10/02/2011 الساعة 03:52 PM
الرد باقتباس
  #3  
قديم 10/02/2011, 04:02 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

اشكرك اختى على مرورك



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #4  
قديم 10/02/2011, 05:06 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

أمين الأمة:
أبو عبيدة بن الجرّاح

من هذا الذي أمسك الرسول بيمينه وقال عنه:
" ان لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح"..؟
من هذا الذي أرسله النبي في غزوة ذات السلاسل مددا لعمرو بن العاص، وجعله أميرا على جيش فيه أبو بكر وعمر..؟؟
من هذا الصحابي الذي كان أول من لقب بأمير الأمراء..؟؟
من هذا الطويل القامة النحيف الجسم، المعروق الوجه، الخفيف اللحية، الأثرم، ساقط الثنيتين..؟؟
أجل من هذا القوي الأمين الذي قال عنه عمر بن الخطاب وهو يجود بأنفاسه:
" لو كان أبو عبيدة بن الجرّاح حيا لاستخلفته فان سالني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله"..؟؟
انه أبو عبيدة عامر بن عبد الله الجرّاح..
أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الأيام الأولى للاسلام، قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية، ثم عاد منها ليقف الى جوار رسوله في بدر، وأحد، وبقيّة المشاهد جميعها، ثم ليواصل سيره القوي الأمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في صحبة خليفته أبي بكر، ثم في صحبة أمير المؤمنين عمر، نابذا الدنيا وراء ظهره مستقبلا تبعات دينه في زهد، وتقوى، وصمود وأمانة.
عندما بايع أبو عبيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أن ينفق حياته في سبيل الله، كان مدركا تمام الادراك ما تعنيه هذه الكلمات الثلاث، في سبيل الله وكان على أتم استعداد لأن يعطي هذا السبيل كل ما يتطلبه من بذل وتضحية..
ومنذ بسط يمينه مبايعا رسوله، وهو لا يرى في نفسه، وفي ايّامه وفي حياته كلها سوى أمانة استودعها الله اياها لينفقها في سبيله وفي مرضاته، فلا يجري وراء حظ من حظوظ نفسه.. ولا تصرفه عن سبيل الله رغبة ولا رهبة..
ولما وفى أبو عبيدة بالعهد الذي وفى به بقية الأصحاب، رأى الرسول في مسلك ضميره، ومسلك حياته ما جعله أهلا لهذا اللقب الكريم الذي أفاءه عليه،وأهداه اليه، فقال عليه الصلاة والسلام:
" أمين هذه الأمة، أبو عبيدة بن الجرّاح".
ان أمانة أبي عبيدة على مسؤولياته، لهي أبرز خصاله.. فففي غزوة أحد أحسّ من سير المعركة حرص المشركين، لا على احراز النصر في الحرب، بل قبل ذلك ودون ذلك، على اغتيال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فاتفق مع نفسه على أن يظل مكانه في المعركة قريبا من مكان الرسول..
ومضى يضرب بسيفه الأمين مثله، في جيش الوثنية الذي جاء باغيا وعاديا يريد أن يطفئ نور الله..
وكلما استدرجته ضرورات القتال وظروف المعركة بعيدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل وعيناه لا تسيران في اتجاه ضرباته.. بل هما متجهتان دوما الى حيث يقف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقاتل، ترقبانه في حرص وقلق..
وكلما تراءى لأبي عبيدة خطر يقترب من النبي صلى الله عليه وسلم، انخلع من موقفه البعيد وقطع الأرض وثبا حيث يدحض أعداء الله ويردّهم على أعقابهم قبل أن ينالوا من الرسول منالا..!!
وفي احدى جولاته تلك، وقد بلغ القتال ذروة ضراوته أحاط بأبي عبيدة طائفة من المشركين، وكانت عيناه كعادتهما تحدّقان كعيني الصقر في موقع رسول الله، وكاد أبو عبيدة يفقد صوابه اذ رأى سهما ينطلق من يد مشرك فيصيب النبي، وعمل سيفه في الذين يحيطون به وكأنه مائة سيف، حتى فرّقهم عنه، وطار صوب رسول الله فرأى الدم الزكي يسيل على وجهه، ورأى الرسول الأمين يمسح الدم بيمينه وهو يقول:
" كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم، وهو يدعهم الى ربهم"..؟
ورأى حلقتين من حلق المغفر الذي يضعه الرسول فوق رأسه قد دخلا في وجنتي النبي، فلم يطق صبرا.. واقترب يقبض بثناياه على حلقة منهما حتى نزعها من وجنة الرسول، فسقطت ثنيّة، ثم نزع الحلقة الأخرى، فسقطت ثنيّة الثانية..
وما أجمل أن نترك الحديث لأبي بكر الصديق يصف لنا هذا المشهد بكلماته:


" لما كان يوم أحد، ورمي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر، أقبلت أسعى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا، فقلت: اللهم اجعله طاعة، حتى اذا توافينا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واذا هو أبو عبيدة بن الجرّاح قد سبقني، فقال: أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فتركته، فأخذ أبو عبيدة بثنيّة احدى حلقتي المغفر، فنزعها، وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه..
ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنية أخرى فسقطت.. فكان أبو عبيدة في الناس أثرم (أهتم منزوع الثنيتين)."!!
وأيام اتسعت مسؤوليات الصحابة وعظمت، كان أبو عبيدة في مستواها دوما بصدقه وبأمانته..
فاذا أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخبط أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا من المقاتلين وليس معهم زاد سوى جراب تمر.. والمهمة صعبة، والسفر بعيد، استقبل ابو عبيدة واجبه في تفان وغبطة، وراح هو وجنوده يقطعون الأرض، وزاد كل واحد منهم طوال اليوم حفنة تمر، حتى اذا أوشك التمر أن ينتهي، يهبط نصيب كل واحد الى تمرة في اليوم.. حتى اذا فرغ التمر جميعا راحوا يتصيّدون الخبط، أي ورق الشجر بقسيّهم، فيسحقونه ويشربون عليه الماء.. ومن اجل هذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط..
لقد مضوا لا يبالون بجوع ولا حرمان، ولا يعنيهم الا أن ينجزوا مع أميرهم القوي الأمين المهمة الجليلة التي اختارهم رسول الله لها..!!
**
لقد أحب الرسول عليه الصلاة والسلام أمين الأمة أبا عبيدة كثيرا.. وآثره كثيرا...
ويوم جاء وفد نجران من اليمن مسلمين، وسألوه أن يبعث معهم من يعلمهم القرآن والسنة والاسلام، قال لهم رسول الله:
" لأبعثن معكم رجلا أمينا، حق أمين، حق أمين.. حق أمين"..!!
وسمع الصحابة هذا الثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنى كل منهم لو يكون هو الذي يقع اختيار الرسول عليه، فتصير هذه الشهادة الصادقة من حظه ونصيبه..
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" ما أحببت الامارة قط، حبّي اياها يومئذ، رجاء أن أكون صاحبها، فرحت الى الظهر مهجّرا، فلما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، سلم، ثم نظر عن يمينه، وعن يساره، فجعلت أتطاول له ليراني..
فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجرّاح، فدعاه، فقال: أخرج معهم، فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه.. فذهب بها أبا عبيدة؟..!!
ان هذه الواقعة لا تعني طبعا أن أبا عبيدة كان وحده دون بقية الأصحاب موضع ثقة الرسول وتقديره..
انما تعني أنه كان واحدا من الذين ظفروا بهذه الثقة الغالية، وهذا التقدير الكريم..
ثم كان الواحد أو الوحيد الذي تسمح ظروف العمل والدعوة يومئذ بغيابه عن المدينة، وخروجه في تلك المهمة التي تهيئه مزاياه لانجازها..
وكما عاش أبو عبيدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم أمينا، عاش بعد وفاة الرسول أمينا.. يحمل مسؤولياته في أمانة تكفي أهل الأرض لو اغترفوا منها جميعا..
ولقد سار تحت راية الاسلام أنى سارت، جنديّا، كأنه بفضله وباقدامه الأمير.. وأميرا، كأن بتواضعه وباخلاصه واحدا من عامة المقاتلين..
وعندما كان خالد بن الوليد.. يقود جيوش الاسلام في احدى المعارك الفاصلة الكبرى.. واستهل أمير المؤمنين عمر عهده بتولية أبي عبيدة مكان خالد..
لم يكد أبا عبيدة يستقبل مبعوث عمر بهذا الأمر الجديد، حتى استكتمه الخبر، وكتمه هو في نفسه طاويا عليه صدر زاهد، فطن، أمين.. حتى أتمّ القائد خالد فتحه العظيم..
وآنئذ، تقدّم اليه في أدب جليل بكتاب أمير المؤمنين!!
ويسأله خالد:
" يرحمك الله يا أبا عبيدة: ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب"..؟؟
فيجيبه أمين الأمة:
" اني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا في الله اخوة".!!!
**
ويصبح أبا عبيدة أمير الأمراء في الشام، ويصير تحت امرته أكثر جيوش الاسلام طولا وعرضا.. عتادا وعددا..
فما كنت تحسبه حين تراه الا واحدا من المقاتلين.. وفردا عاديا من المسلمين..
وحين ترامى الى سمعه أحاديث أهل الشام عنه، وانبهارهم بأمير الأمراء هذا.. جمعهم وقام فيهم خطيبا..
فانظروا ماذا قال للذين رآهم يفتنون بقوته، وعظمته..
" يا أيها الناس..
اني مسلم من قريش..
وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى الا وددت أني في اهابه"..ّّ
حيّاك الله يا أبا عبيدة..
وحيّا الله دينا أنجبك ورسولا علمك..
مسلم من قريش، لا أقل ولا أكثر.
الدين: الاسلام..
والقبيلة: قريش.
هذه لا غير هويته..
أما هو كأمير الأمراء، وقائد لأكثر جيوش الاسلام عددا، وأشدّها بأسا، وأعظمها فوزا..
أما هو كحاكم لبلاد الشام،أمره مطاع ومشيئته نافذة..
كل ذلك ومثله معه، لا ينال من انتباهه لفتة، وليس له في تقديره حساب.. أي حساب..!!
**


ويزور أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الشام، ويسأل مستقبليه:
أين أخي..؟
فيقولون من..؟
فيجيبهم: أبو عبيدة بن الجراح.
ويأتي أبو عبيدة، فيعانقه أمير المؤمنين عمر.. ثم يصحبه الى داره، فلا يجد فيها من الأثاث شيئا.. لا يجد الا سيفه، وترسه ورحله..
ويسأله عمر وهو يبتسم:
" ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس"..؟
فيجيبه أبو عبيدة:
" يا أمير المؤمنين، هذا يبلّغني المقيل"..!!
**
وذات يوم، وأمير المؤمنين عمر الفاروق يعالج في المدينة شؤن عالمه المسلم الواسع، جاءه الناعي، أن قد مات أبو عبيدة..
وأسبل الفاروق جفنيه على عينين غصّتا بالدموع..
وغاض الدمع، ففتح عينيه في استسلام..
وترحّم على صاحبه، واستعاد ذكرياته معه رضي الله عنه في حنان صابر..


وأعاد مقالته عنه:
" لو كنت متمنيّا، ما تمنيّت الا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي عبيدة"..
**
ومات أمين الأمة فوق الأرض التي طهرها من وثنية الفرس، واضطهاد الرومان..
هناك اليوم تحت ثرى الأردن يثوي رفات نبيل، كان مستقرا لروح خير، ونفس مطمئنة..وقد أقامت الحكومة الأردنية مجمعا إسلاميا كبيرا بجوار قبر الصحابى الجليل وسواء ذهبت إلي الأردن أم لم تذهب فانك اذا أردت أن تبلغ قبر الصحابى الجليل فلن تكون بحاجة الى


من يقودك اليه..
ذلك أن عبير رفاته، سيدلك عليه..!
سلام على أبو عبيدة بن الجرّاح..
سلام عليه في محياه، وأخراه..
وسلام.. ثم سلام على سيرته وذكراه..
وسلام على الكرام البررة.. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #5  
قديم 10/02/2011, 05:39 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

محامي الفقراء أبو ذر الغفار : يإنه الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة -رضي الله عنه-، ولد في قبيلة غفار، وكان من السابقين إلى الإسلام، وكان أبو ذر قد أقبل على مكة متنكرًا، وذهب إلى الرسول وأعلن إسلامه، وكان الرسول يدعو إلى الإسلام في ذلك الوقت سرًّا، فقال أبو ذر للنبي : بم تأمرني؟ فقال له الرسول : (ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري)، فقال أبو ذر: والذي نفسي بيده لأصرخنَّ بها (أي الشهادة) بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد ونادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.



فقام إليه المشركون فضربوه ضربًا شديدًا، وأتى العباس بن عبد المطلب عم النبي فأكب عليه، وقال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأنه طريق تجارتكم إلى الشام؟ فثابوا إلى رشدهم وتركوه، ثم عاد أبو ذر في الغد لمثلها فضربوه حتى أفقدوه وعيه، فأكب عليه العباس فأنقذه.[متفق عليه].
ورجع أبو ذر إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام، فأسلم على يديه نصف قبيلة غفار ونصف قبيلة أسلم، وعندما هاجر النبي إلى المدينة، أقبل عليه أبو ذر مع قبيلته غفار وجارتها قبيلة أسلم، ففرح النبي وقال: (غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله) [مسلم]. وخصَّ النبي أبا ذر بتحية مباركة فقال: ما أظلت الخضراء (السماء)، ولا أقلت الغبراء (الأرض) من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر[الترمذي وابن ماجه].



وكان أبو ذر من أشد الناس تواضعًا، فكان يلبس ثوبًا كثوب خادمه،

ويأكل مما يطعمه، فقيل له: يا أبا ذر، لو أخذت ثوبك والثوب الذي على عبدك وجعلتهما ثوبًا واحدًا لك، وكسوت عبدك ثوبًا آخر أقل منه جودة وقيمة، ما لامك أحد على ذلك، فأنت سيده، وهو عبد عندك، فقال أبو ذر: إني كنت ساببت (شتمت) بلالاً، وعيرته بأمه؛ فقلت له: يا ابن السوداء، فشكاني إلى رسول الله ، فقال لي النبي : (يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، فوضعت رأسي على الأرض، وقلت لبلال: ضع قدمك على رقبتي حتى يغفر الله لي، فقال لي بلال: إني سامحتك غفر الله لك، وقال : إخوانكم خولكم (عبيدكم)، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) [البخاري].


وكان أبو ذر -رضي الله عنه- يحب الله ورسوله حبًّا كبيرًا، فقد روى أنه قال للنبي : يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم، فقال له النبي : (أنت مع مَنْ أحببت يا أبا ذر) فقال أبو ذر: فإني أحب الله ورسوله، فقال له النبي : (أنت مع مَن أحببت) [أحمد]، وكان يبتدئ أبا ذر إذا حضر، ويتفقده (يسأل عنه) إذا غاب

وقد أحب أبو ذر العلم والتعلم والتبحر في الدين وعلومه، وقال عنه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: وعى أبو ذر علمًا عجز الناس عنه، ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئًا منه. وكان يقول: لباب يتعلمه الرجل (من العلم) خير له من ألف ركعة تطوعًا.


وكان -رضي الله عنه- زاهدًا في الدنيا غير متعلق بها لا يأخذ منها إلا كما يأخذ المسافر من الزاد، فقال عنه النبي : (أبو ذر يمشى في الأرض بزهد عيسى بن مريم عليه السلام) [الترمذي

وكان أبو ذر يقول: قوتي (طعامي) على عهد رسول الله صاع من تمر، فلست بزائد عليه حتى ألقى الله تعالى. ويقول: الفقر أحب إليَّ من الغنى، والسقم أحب إليَّ من الصحة. وقال له رجل ذات مرة: ألا تتخذ ضيعة (بستانًا) كما اتخذ فلان وفلان، فقال: لا، وما أصنع بأن أكون أميرًا، إنما يكفيني كل يوم شربة ماء أو لبن، وفي الجمعة قفيز (اسم مكيال) من قمح. وكان يحارب اكتناز المال ويقول: بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاوٍ من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة.


وكان يدافع عن الفقراء، ويطلب من الأغنياء أن يعطوهم حقهم من الزكاة؛ لذلك سُمي بمحامي الفقراء، ولما عرض عليه عثمان بن عفان أن يبقى معه ويعطيه ما يريد، قال له: لا حاجة لي في دنياكم.
وعندما ذهب أبو ذر إلى الرَّبذة وجد أميرها غلامًا أسود عيَّنه عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ولما أقيمت الصلاة، قال الغلام لأبي ذر: تقدم يا أبا ذر، وتراجع الغلام إلى الخلفذر، بل تقدم أنت، فإن رسول الله أمرني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا أسود. فتقدم الغلام وصلى أبو ذر خلفه.


وظل أبو ذر مقيمًا في الرَّبَذَة هو وزوجته وغلامه حتى مرض مرض الموت فأخذت زوجته تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: ومالي لا أبكي وأنت تموت بصحراء من الأرض، وليس عندي ثوب أكفنك فيه، ولا أستطيع وحدي القيام بجهازك، فقال أبو ذر: إذا مت، فاغسلاني وكفناني، وضعاني على الطريق، فأول ركب يمرون بكما فقولا: هذا أبو ذر. فلما مات فعلا ما أمر به، فمرَّ بهم عبد الله بن مسعود مع جماعة من أهل الكوفة، فقال: ما هذا؟ قيل: جنازة أبي ذر، فبكى ابن مسعود، وقال: صدق رسول الله : يرحم الله أبا ذر، يمشى وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده)، فصلى عليه، ودفنه بنفسه. [ابن سعد]، وكان ذلك سنة (31ه) وقيل: سنة (32 ه).،


منقولـــ



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #6  
قديم 10/02/2011, 06:11 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

غسيل الملائكة

حنظلة بن أبي عامر




هو حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة

الأنصاري الأوسي ، من بني عمرو بن عوف.


°¤§( أبوعامر الراهب )§¤°

أبوه أبو عامر واسمه عمرو ، وقيل عبد عمرو يعرف بالراهب

في الجاهلية ، قرأ كتب اليهود ورأى فيها صفات النبي صلى الله

عليه وسلم ، وكان يذكر البعث ودين الحنيفية ، فلما بعث رسول الله

صلى الله عليه وسلم حسده.

ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينه لقيه أبو عامر

فقال له : ما هذا الذي جئت به يامحمد ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جئت بالحنيفية ، دين ابراهيم "

قال أبو عامر : أنا عليها

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنك لست عليها "

قال أبو عامر : أدخلت في الحنيفية ما ليس منها

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ما فعلت ، ولكن جئت بها بيضاء نقية "

قال أبوعامر : أمات الله الكاذب منا طريدا غريبا وحيدا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمين "

فقال أبو عامر : لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم .

وفي نهاية اللقاء هذا أطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

لقب : الفاسق

فصار يسمى أبو عامر الفاسق بدلا من الراهب ، وخرج الى مكة

والتقى فيها بزعماء قريش وراح يحرضها على قتال رسول الله

صلى الله عليه وسلم وتعهد لهم بمساندتهم إذا قدموا إلى المدينة ،

وأقام بمكة فلما فُتحت هرب إلى هرقل والروم فمات كافرا غريبا

وحيدا كما دعى على نفسه .


°¤§( إسلام حنظلة )§¤°كان حنظلة رضي الله عنه من سادات المسلمين وفضلائهم ، أسلم

مع قومه الأنصار لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، و كان

من المصدقين ويعد في الطبقة الثانية للصحابة .

وكان حنظله رضي الله عنه يعاني الألم والعذاب من موقف أبيه

المعادي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان شريكه في تلك

المعاناة مؤمنا تقيا صادقا هو عبدالله بن عبدالله بن أُبي بن سلول

رضي الله عنه ابن رأس النفاق الذي لقي منه رسول الله صلى الله عليه

وسلم الأمرين وكان حنظلة وعبدالله رضي الله عنهما يزدادان في كل



يوم قربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا له ، بينما يزداد أبواهما

له كرها وحقدا .


°¤§( زفاف إلى الجنة )§¤°
روي أن حنظلة رضي الله عنه قد خطب لنفسه جميلة بنت عبدالله

بن أُبي بن سلول ، واستأذن حنظلة رضي الله عنه النبي صلى الله

عليه وسلم في أن يدخل بها فأذن له ، فكانت ليلة غزوة أحد أسعد ليالي

حنظله رضي الله عنه واكثرها فرحا وسرورا ، إنها ليلة زفافه على

جميله بنت عبدالله بن أبى بن سلول وشقيقة صاحبه عبدالله رضي الله

عنهما ..

وبعد أن زُفت اليه وأفضى حنظلة رضي الله عنه إلى عروسه في أول

ليلة ، سمع منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يهيب بالمسلمين

أن يخرجوا إلى أحد فترك حنظله عروسه ونسي فرحته الصغرى طمعا

في الفرحة الكبرى ، إنها مجاهدة الكفار للفوز بإحدى الحسنيين النصر

أو الشهادة ، فشغله الصوت عن كل شيء ، وأعجلته الاستجابة السريعة

حتى عن الاغتسال ، والتحق حنظلة برسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو يسوي الصفوف ، فلما انكشف المشركون ، كان حنظله رضي الله

عنه يثب على أرض المعركة ويتفحص الوجوه كالنمر الجائع يريد أن

يجد فريسه سمينة دسمه يسكت بها جوعه ، ولاحت له عن كثب تلكم

الفريسة التي يتمناها ، ولقد كانت أبا سفيان زعيم قريش ، فضرب عرقوب

فرسه فقطعه ، ووقع أبو سفيان إلى الأرض يصيح :

يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب ..

وفيما كان حنظله رضي الله عنه يهم بأن ينقض عليه ويرديه قتيلا ،

كان ابن شعوب وهو شداد بن الأسود يراقبه فحمل على حنظله رضي الله

عنه ، وضربه بسيفه فقضى عليه وألحقه بقافلة الشهداء البررة .


°¤§( غسيل الملائكة )§¤°مضت المعركة حتى نهايتها ، ثم تحدث رسول الله صلى الله علية وسلم

عن الشهيد حنظلة رضي الله عنه ، فقال لأصحابه :

" ما شأن حنظلة ؟ إن صاحبكم لتغسله الملائكة ،

فاسألوا أهله ما شأنه ؟ "

فسُئلت زوجته عن ذلك ، فقالت:

( سمع صيحة الحرب وهو جنب ، فخرج مسرعا ولم يتأخر للاغتسال )

فلما بلغ كلامها مسمع النبي صلى الله علية وسلم قال :

" لذلك غسلته الملائكة ، لقد رأيت الملائكة تغسله في صحائف الفضة ،

بماء المزن ، بين السماء والأرض "

وفي روايه :

" ‏لذلك غسلته الملائكة ، وكفى بهذا شرفا ومنزلة عند الله "

و روى الحاكم في المستدرك أن حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه

تزوج فدخل بأهله الليلة التي كانت صبيحتها يوم أحد ، فلما صلى الصبح

لزمته "جميلة " فعاد فكان معها ، فأجنب منها ثم أنه لحق برسول الله صلى

الله عليه وسلم .

ومنذ ذلك اليوم وحنظلة رضي الله عنه يلقب بـــ :

" غسيل الملائكة "





--------------------------------------------------------------------------------



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #7  
قديم 10/02/2011, 06:38 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

أسعد بن زرارة أول الأنصار إسلاما

أسعد بن زرارة الأنصاري ، صحابي جليل وأول الأنصار إسلاما ،

شهد العقبتين ، وكان نقيبا على قبيلته ، ولم يكن في النقباء أصغر

سنا من سنه ، وهو أول من بايع ليلة العقبة ، وكنيته أبو أمامة ،

ولم يكن له أولاد ذكور .





~¤¦¦§¦¦~ إسلامه ~¦¦§¦¦¤~


خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس رضي الله عنهما إلى مكة

يتنافران الى عتبة بن ربيعة ، فسمعا برسول الله صلى الله عليه وسلم

فأتياه فعرض عليهما الإسلام ، وقرأ عليهما القرآن ، فأسلما ولم يقربا

عتبة بن ربيعة ، فأسلما وعادا إلى المدينة فكانا أول من قدمها

بالإسلام .



ليلة العقبة ~¦¦§¦¦¤~


أخذ أسعد بن زرارة رضي الله عنه بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم

ليلة العقبة فقال :

( يا أيها الناس ، هل تدرون على ما تبايعون محمدا ، إنكم تبايعونه على

أن تحاربوا العرب والعجم ، والجن والإنس مجلبة )

فقالوا : نحن حرب لمن حارب وسلم لمن سالم

فقال أسعد بن زرارة رضي الله عنه : ( يا رسول الله اشترط علي )

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :

" تبايعوني على أن تشهدوا ألا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وتقيموا

الصلاة ، وتؤتوا الزكاة ، والسمع والطاعة ، ولا تنازعوا الأمر أهله ، وتمنعوني



مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم "

قالوا : نعم

قال قائل الأنصار : نعم ، هذا لك يا رسول الله ، فما لنا ؟

قال : " الجنة والنصر "





~¤¦¦§¦¦~ إسلام سعد وأُسيد ~¦¦§¦¦¤~


خرج أسعد بن زرارة بمصعب بن عمير رضي الله عنهما يريد به دار بني

عبد الأشهل ، ودار بني ظفر ، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة

رضي الله عنه ، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر ، فجلسا في الحائط ،

واجتمع إليهما رجال ممن أسلم ، وسعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير رضي الله

عنهما يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل وكلاهما مشرك على دين قومه

فلما سمعا به ، قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير رضي الله عنهما :

( لا أبا لك ، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا ،

فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا ، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني

حيث قد علمت كفيتك ذلك هو ابن خالتي ، ولا أجد عليه مقدما )

فأخذ أسيد بن حضير رضي الله عنه حربته ، ثم أقبل إليهما ، فلما رآه

أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير رضي الله عنهما :

( هذا سيد قومه قد جاءك ، فاصدق الله فيه )

قال مصعب رضي الله عنه : ( إن يجلس أكلمه )

قال فوقف عليهما ، متشتما ، فقال رضي الله عنه :

ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما

حاجة .

فقال له مصعب رضي الله عنه :

أوتجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك

ما تكره .

قال رضي الله عنه : ( أنصفت )

ثم ركز حربته وجلس إليهما ، فكلمه مصعب رضي الله عنه بالإسلام

وقرأ عليه القرآن فقالا فيما يذكر عنهما :

فعرفوا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهله ثم قال

لهما : ( ما أحسن هذا الكلام وأجمله كيف تصنعون

إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ )

قالا له تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي .

فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وتشهد شهادة الحق ثم قام فركع ركعتين

ثم قال لهما : ( إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه

وسأرسله إليكما الآن سعد بن معاذ )

ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد رضي الله عنهما وقومه وهم جلوس

في ناديهم فلما نظر إليه سعد بن معاذ رضي الله عنه مقبلا ، قال :

( أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم )

فلما وقف على النادي قال له سعد رضي الله عنه : ما فعلت ؟

قال رضي الله عنه :

( كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأسا ، وقد نهيتهما ، فقالا :

نفعل ما أحببت وقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة

ليقتلوه وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ، ليخفروك )

فقام سعد رضي الله عنه مغضبا مبادرا ، تخوفا للذي ذكر له من بني

حارثة فأخذ الحربة من يده .

ثم قال رضي الله عنه : ( والله ما أراك أغنيت شيئا )

ثم خرج إليهما ، فلما رآهما سعد رضي الله عنه مطمئنين عرف

سعد أن أسيدا رضي الله عنهما إنما أراد منه أن يسمع منهما ، فوقف

عليهما متشتما ، ثم قال لأسعد بن زرارة رضي الله عنه :

( يا أبا أمامة أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا

مني ، أتغشانا في دارينا بما نكره )

فقال له مصعب رضي الله عنه :

( أوتقعد فتسمع فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته وإن كرهته عزلنا

عنك ما تكره ؟ )

قال سعد رضي الله عنه : ( أنصفت )

ثم ركز الحربة وجلس فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن

فعرفوا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهله ثم قال

لهما : ( كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين ؟ )

قالا رضي الله عنهما :

( تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي ركعتين )

فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وتشهد شهادة الحق ثم ركع ركعتين ثم أخذ

حربته فأقبل عامدا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير رضي الله

عنهما.

فلما رآه قومه مقبلا ، قالوا :

نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم

فلما وقف عليهم قال رضي الله عنه :

( يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم ؟ )

قالوا : سيدنا وأوصلنا وأفضلنا رأيا ، وأيمننا نقيبة

قال رضي الله عنه : ( فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا

بالله وبرسوله )

فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما ومسلمة .





~¤¦¦§¦¦~ أول من صلى الجمعة ~¦¦§¦¦¤~


كان اسعد بن زرارة رضي الله عنه أول من صلى الجمعة بالمدينة عندما

بلغ عدد المسلمين أربعين رجلا .

تقول النوار أم زيد بن ثابت رضي الله عنها أنها رأت أسعد بن زرارة

رضي الله عنه قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة

يصلي بالناس الصلوات الخمس ، ويجمع بهم في مسجد بناه في مِربد

سهل وسهيل ابني رافع بن أبي عمرو بن عائذ ، و تتابع قائلة :

( فأنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم صلى في ذلك

المسجد وبناه ، فهو مسجده اليوم )





~¤¦¦§¦¦~وفاته ~¦¦§¦¦¤~


أصيب أسعد رضي الله عنه بمرض الذبحة أثناء بناء المسجد النبوي

وكواه الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن وافاه الأجل في شوال من

السنة الأولى للهجرة ، وحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم غسلَه ،

وكفنه في ثلاثة أثواب منها برد ، وصلى عليه ، ومشي أمام الجنازة ،

وكان أول من دفن بالبقيع من الأنصار وقد أوصى قبل موته ببناته إلى

رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن :

كبشة وحبيبة والفارعة وهي الفريعة ، فضمهم رسول الله صلى الله عليه

وسلم إلى أهل بيته .







منقول للفائده
__________________

/
\\



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #8  
قديم 11/02/2011, 04:57 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

===
الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه ( لقبه ذو النور)


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فهذه كلمات يسيرة في ترجمة سيد من سادات العرب في الجاهلية والإسلام، وحكيم من حكمائهم، وشاعر من شعرائهم، إنه سيد دوس الطفيل بن عمرو، فقد كان مطاعا في قومه ، شاعراً لبيباً شريفاً كثير الضيافة، قدم مكة أول الدعوة.
نسبه
الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الدوسي، وقيل هو ابن عبد عمرو بن عبد الله بن مالك بن عمرو بن فهم لقبه ذو النور.(1)
إسلامه (2)
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ما يرى من قومه يبذل لهم النصيحة، ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه، وجعلت قريش حين منعه الله منهم يحذرونه الناس ومن قدم عليهم من العرب. (3)
وممن حذرته قريش صاحبنا -رضي الله عنه- فها هو يروي لنا كيف أسلم فيقول: كنت رجلاً شاعراً سيداً في قومي، فقدمت مكة فمشيت إلى رجالات قريش فقالوا: يا طفيل إنك امرؤ شاعر سيد مطاع في قومك، وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه فإنما حديثه كالسحر فاحذره أن يُدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا وعلى قومنا، فإنه يفرق بين المرء وابنه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء وأبيه، فوالله ما زالوا يحدثونني في شأنه وينهونني أن أسمع منه حتى قلت: والله لا أدخل المسجد إلا وأنا ساد أذني.
قال: فعمدت إلى أذني فحشوتهما كرسفاً، ثم غدوت إلى المسجد فإذا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائماً في المسجد قال : فقمت منه قريباً وأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله. قال: فقلت في نفسي: والله إن هذا للعجز، والله إني امرؤ ثبت ما يخفى علي من الأمور حسنها ولا قبيحها، والله لأستمعن منه فإن كان أمره رشداً أخذت منه، وإن كان غير ذلك اجتنبته فقلت بالكرسفة فنزعتها من أذني فألقيتها ثم استمعت له فلم أسمع كلاماً قط أحسن من كلام يتكلم به. قال: قلت في نفسي يا سبحان الله؟ ما سمعت كاليوم لفظاً أحسن منه ولا أجمل. قال: ثم انتظرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى انصرف فاتبعته فدخلت معه بيته فقلت له: يا محمد إن قومك جاؤوني فقالوا كذا وكذا، فأخبرته بالذي قالوا، وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول وقد وقع في نفسي أنه حق وإني شاعر فاسمع ما أقول. فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: هات.فأنشدته. فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: وأنا أقول فاسمع. ثم قرأ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص:1) إلى آخرها، و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (الفلق:1) إلى آخرها، و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس:1) إلى آخرها، وعرض علي الإسلام فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه فأسلمت.
تهديد قريش له
وبعد إسلامه بلغ ذلك قريشاً، فهددوه وتوعدوه وذكَّرهم بأنه سيد دوس، وأنهم لو تعرضوا له فلن تتركهم دوس فهابوه، فقال -رضي الله عنه-:
ألا أبلغ لديك بني لؤي بأن الله رب الناس فرد
وأن محمدا عبد رسول
رأيت له دلائل أنبأتني
وأن الله جلله بهاء
وقالت لي قريش عد عنه
فلما أن أملت إليه سمعي
وألهمني هدايا الله عنه
ففزت بما حباه الله قلبي
على الشنآن والعضب المـرد
تعالى جده عن كل نـــد
دليلُ هدى ومُوضحُ كلِّ رشد
بأن سبيله يهدي لقـــصد
وأعلى جده في كــل جد
فإن مقـــاله كالغر يعدي
سمعــت مقالة كــمشور
ومبدل طالعي نحسي بسعدي
وفاز محمد بصفاء ودي(4)


دعوته قومه
قال -رضي الله عنه- : قلت يا رسول الله إني أرجع إلى دوس وأنا فيهم مطاع وأنا داعيهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عوناً عليهم فيما أدعوهم إليه فقال: "اللهم اجعل له آية تعينه على ما ينوي من الخير".

قال: فخرجت حتى أشرفت على ثنية أهلي التي تهبطني على حاضر دوس. قال: وأبي هناك شيخ كبير وامرأتي ووالدتي قال: فلما علوت الثنية وضع الله بين عيني نوراً يتراءاه الحاضر في ظلمة الليل وأنا منهبط من الثنية. فقلت: اللهم في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراق دينهم، فتحول في رأس سوطي فلقد رأيتني أسير على بعيري إليهم وإنه على رأس سوطي كأنه قنديل معلق فيه حتى قدمت عليهم
(5).

لذا كان كان لقبه ذا النور
قال: فأتاني أبي فقلت: إليك عني فلست منك ولست مني قال: وما ذاك يا بني؟ قال: فقلت: أسلمت واتبعت دين محمد. فقال: أي بني فإن ديني دينك قال: فأسلم وحسن إسلامه ثم أتتني صاحبتي فقلت إليك عني فلست منك ولست مني. قالت: وما ذاك بأبي وأمي أنت! قلت: أسلمت واتبعت دين محمد فلست تحلين لي ولا أحل لك. قالت: فديني دينك قال: قلت فاعمدي إلى هذه المياه فاغتسلي منها وتطهري وتعالي. قال: ففعلت ثم جاءت فأسلمت وحسن إسلامها.(6)
وهنا نلاحظ كيف أنه -رضي الله عنه- وقد قطع تلك المسافة الطويلة من مكة إلى بلده على جمل، ومع ذلك بدأ بالدعوة إلى الله تعالى قبل أن يرتاح ويلقي تعب السفر ووعثاءه عنه فهم القوم صدقوا الله تعالى فصدقهم.
قال -رضي الله عنه- : ثم دعوت دوساً إلى الإسلام فأبت علي وتعاصت، ثم قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله غلب على دوس الزنا والربا فادع الله عليهم فقال: " اللهم اهد دوساً "
(7).

ثم رجعت إليهم. قال: وهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة فأقمت بين ظهرانيهم أدعوهم إلى الإسلام حتى استجاب لي منهم من استجاب وسبقتني بدر وأحد والخندق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ثم قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بثمانين أو تسعين أهل بيت من دوس إلى المدينة، فكنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى فتح الله مكة .
هدمه أحد أصنام مشركي العرب
وبعد فتح مكة في السنة الثامنة بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ببعث رسله لهدم الأصنام وحرقها وممن بعثه صاحبنا -رضي الله عنه- قال -رضي الله عنه-:
فقلت يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكَفَّين صنم عمرو بن حُمَمَة الدوسي - وهو الصنم الذي كان يعبده في الجاهلية - حتى أحرقه قال: أجل فاخرج إليه فحرقه قال: فخرجت حتى قدمت عليه. قال: فجعلت أوقد النار وهو يشتعل بالنار واسمه ذو الكفين وأنا أقول:
يا ذا الكَفَّين لست من عِبَادِكا ميلادنا أكبر من ميلادكا
إني حشوت النار في فؤادكا
(8)


قال فلما أحرقته أسلموا جميعا.
نستفيد هنا أنه -رضي الله عنه- طلب أن يهدم صنم قومه بيده نصرة لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا، فوافوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام.

تعلمه القرآن
فقد قرأ القرآن على أبي بن كعب رضي الله عنهما في حياة النبي صلى الله عليه وسلم . (9)
ومن بركاته -رضي الله عنه- ما رواه مسلم عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- : أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ ؟ قَالَ : حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلْأَنْصَارِ فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ : مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ؟ فَقَالَ: غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- . فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ ؟ قَالَ قِيلَ لِي : لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ)(10).


وفاته
لما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وارتد مَن ارتد مِن العرب عن دين الله تعالى واتفاق الصحابة على قتال المرتدين، وبدأ أمير المؤمنين أبو بكر -رضي الله عنه- ببعث الجيوش لقتالهم كان صاحبنا -رضي الله عنه- ممن ذهب لقتال مسيلمة الكذاب، وخرج معه ابنه عمرو قال -رضي الله عنه- : حتى إذا كنا ببعض الطريق رأيت رؤيا فقلت لأصحابي إني رأيت رؤيا عبروها قالوا: وما رأيت؟ قلت: رأيت رأسي حلق، وأنه خرج من فمي طائر، وأن امرأة لقيتني وأدخلتني في فرجها، وكان ابني يطلبني طلباً حثيثاً فحيل بيني وبينه. قالوا: خيراً . فقال: أما أنا والله فقد أولتها؛ أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحي، وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأدفن فيها، فقد رجوت أن أقتل شهيداً، وأما طلب ابني إياي فلا أراه إلا سيغدو في طلب الشهادة، ولا أراه يلحق بسفرنا هذا (11). فقتل الطفيل -رضي الله عنه- شهيداً يوم اليمامة وقطعت يد ابنه، ثم استبل وصحت يده. فبينا هو عند عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إذ أتي بطعام فتنحى عنه ، فقال عمر: مالك لعلك تنحيت لمكان يدك ؟ قال: أجل، قال: واللّه لا أذوقه حتى تسوطه بيدك، فواللّه ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك. ثم خرج عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقتل شهيداً (12) -رضي الله عنهم أجمعين، وحشرنا وإياهم في زمرة سيد المرسلين، نبينا محمد.. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
=================
الهوامش /
(1) طبقات ابن سعد(4/237)،



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #9  
قديم 13/02/2011, 06:50 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

أبو الأسود الدؤلي

بو الأسود الدؤلى (16 ق.هـ. - 69 هـ) ويقال له‏:‏ الديلي ‏,‏ هو قاضي الكوفة، تابعي جليل، واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن جلس بن شباثة بن عدي بن الدؤل بن بكر، أبو الأسود الذي نسب إليه علم النحو‏
وكان أبو الأسود الدؤلى من الشيعة

ولد أبو الأسود الدؤلى في الكوفة ونشأ في البصرة, صحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه وقعة صفين، و, ، ويعتبر هو أول من ضبط قواعد النحو وهو من وضع النقاط على الأحرف العربية ، فوضع باب الفاعل، المفعول به، المضاف و حروف النصب والرفع و الجر و الجزم، وهو الذى شكّل المصحف .

نسبة

هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة ابن عدي بن الديل بن بكر الديلي، ويقال: الدؤلي، وفي اسمه ونسبه ونسبته اختلاف كثير. والديلي: بكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها لام، والدؤلي: بضم الدال المهمة وفتح الهمزة وبعدها لام، هذه النسبة إلى الدئل بكسر الهمزة، وهي قبيلة من كنانة .

حياته

وكان يعيش أبو السود الدؤلى فى البصرة وله دار بها ، ويحكى أنه كان له جار يتأذى منه في كل وقت، فباع الدار فقيل له: بعت دارك، فقال: بل بعت جاري، فأسلها مثلاً.
وكان ينزل البصرة في بني قشير، وكانوا يرجمونه بالليل لمحبته علياً كرم الله وجهه، فإذا ذكر رجمهم قالوا: إن الله يرجمك، فيقول لهم: تكذبون، لو رجمني الله لأصابني ولكنكم ترجمون ولا تصيبون.
ويحكى أنه أصابه الفالج فكان يخرج إلى السوق يجر رجله، وكان موسراً ذا عبيد وإماء، فقيل له: قد أغناك الله

الله عز وجل عن السعي في حاجتك، فلو جلست في بيتك، فقال: لا، ولكني أخرج وأدخل فيقول الخادم:قد جاء، ويقول الصبي:قد جاء، ولو جلست في البيت فبالت علي الشاة ما منعها أحد عني.
وحكى خليفة بن خياط أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كان عاملاً لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه على البصرة، فلما شخص إلى الحجاز استخلف أبا الأسود عليها، فلم يزل حتى قتل علي رضي الله عنه.



كتبة الوحى

كان لمحمد كتبة للوحى هم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن ابى طالب ومعاوية بن ابى سفيان وأبان بن سعيد وخالد بن الوليد وأبى بن كعب وزيد بن ثابت وثابت بن قيس وغيرهم

مرحلة الجمع الأول فى عهد أبى بكر

بدأ جمع القرآن فى " المصحف " فى عهد أبى بكر وكان هذا جمعًا لما كتبه كتبه الوحى الأربعة وغيرهم قبل موت محمد صاحب الشريعة الإسلامية فالجمع الأول كان بمعنى ضم الوثائق الخطية فى حياة النبى وترتيب سورها سورة بعد أخرى ، دون إعادة كتابتها من جديد وكان قرآناً أضخم فى المحتويات والحجم عن قرآن عثمان بن عفان .

وقد قام بهذا الجمع زيد بن ثابت :جمعه ورتبه ووضعه عند أبى بكر . وقد راعى فى كتابة المصحف أن تكون مشتملة على ما ثبتت قرآنيته متواترا واستقر فى العرضة الأخيرة ولم تنسخ تلاوته وأن تكون مرتبة فى السور والآيات جميعا . وتم جمعه على هذا النحو ووضع عند عمر بن الخطاب إلى أن توفى أيضا ثم وضع عند حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين .


عثمان بن عفان وقرآنه

وأمر عثمان بن عفان بكتابه القرآن وجمعه اختار عثمان بن عفان للقيام بهذه المهمة أربعة هم زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام

وقد أكد جميع المؤرخين بلا أستثناء إن عثمان جمع 26 من المصاحف وحرقها. وقرر استبعاد مصحف ابن مسعود كما لم يأخذ كلمة واحدة من مصحف على .

وكتب ستة مصاحف البصرى والكوفى والشامى والمكى والمدنى العام والمدنى الخاص وهو الذى اخحتفظ به نفسه عثمان بن بن عفان وهو الذى يسمى بالمصحف الإمام .

ولما كان القرآن ((أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرأو ما تيسر منه)) فوجد عثمان مشاكل كثيرة فى كتابته على نحو ما أنزل فألغى جميع الأحرف ما عد القرشى منها وكتبه بالقرشى .
يعتقد المسلمين جميعاً أن القرآن الذى فى أيديهم لم يطرأ عليه التغيير ولكن القرآن الذى فى ايديهم هو قرآن عثمان وليس قرآن محمد صاحب الشريعة ألإسلامية ويذكر التاريخ أن ابو الأسود الدؤلى هو واحد من الذين أدخلوا تعديلات على القرآن بدون إيحاء من الله إلاه الإسلام أو أمر إلهى منه , لأن القرآن مكتوب فى اللوح المحفوظ فهل التعديلات التى ادخلت فى العصور المختلفة مسجله فى اللوح المحفوظ عن الله إلاه الإسلام .

والمصحف العثمانى حسب رواية حفص

وكتب قرآن عثمان على ما يوافق رواية أبى عمر حفص بن عاصم سليمان االكوفى بن المغيرة الأسدى الغاضرى الزاز ..

ولد سنة تسعين للهجرة . وكان أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم قال بن معين الرواية الصحيحة التى رويت من قراءة عاصم هى رواية حفص وقد اشار إلى هذا المعنى الشاطبى إذيقول : وحفص وبالإتقان كان مفضلا . مات سنة مائة وثمانين من الهجرة .


التعديلات التى أدخلت على القرآن فى عصر الأسرة الأموية



يعتبر الكثيرين مؤرخي التاريخ أن بعض خلفاء الأسرة الأموية ملحدين وغير مؤمنين بنبوة محمد لهذا ينظرون بعين الحذر والشك إلى التعديلات التى أدخلت فى عصرهم على القرآن .

ألتعديل الأول : تعديل أبو الأسود الدؤلى

قام أبو الأسود الدؤلى[1] الذي ينسب إليه وضع ضوابط للعربية بأمر على بن أبي طالب , ويروى في ذلك أنه سمع قارئا يقرأ قوله تعالى : ( أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ )[2] قدم أعرابي في زمان عمر فقال : من يقرئني مما انزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم فأقرأه رجل سورة براءة فقال أن الله بريء من المشركين ورُسوِله) ( بكسر لام رسوله) فقال الأعرابي : أو قد برىء الله من رسوله؟؟ إن يكن الله قد برىء من رسوله فأنا أبرأ منه، فبلغ عمر مقالة الأعرابي فدعاه فقال: يا أعرابي أتبرأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينه ولا علم لي بالقرآن فسألت من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة فقال أن الله بريء من المشركين ورسُولِه) فقلت : أو قد برىء الله من رسوله ؟؟ إن يكن الله قد برىء من رسوله فأنا أبرأ منه ، فقال عمر: ليس هكذا يا أعرابي قال فكيف هي يا أمير المؤمنين ؟؟ فقال: ( أن الله بريء من المشركين ورُسولُه) ( برفع لام رسوله) ، فقال الأعرابي : وأنا والله أبرأ مما برىء الله ورسوله منه ، فأمر عمر بن الخطاب ألا يقرىء القرآن الا عالم باللغة ، وأمر أبا الأسود فوضع النحو أخرجه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق



من أين أتى الدؤلى بعلم النحو والتشكيل والتنقيط ؟

ويرى المسشرقين الى ان العرب قد اقتبسوا علم النحو من اليونان اوالسريان لأنه نشأ حديثاً ولم يكن له جذور فى التاريخ اقتباس النحو العربي من السريانية، وحصروا الاقتباس في ناحيتين: الاولى، تقسيم الكلام في النحو، والثانية، تنقيط الحروف العربية، وكانت وقفته لاباس بها في هذا الجانب، ويمثل هذا الاتجاه، الاب اسحاق ساكا ومارواه عن مخطوطات، فأخذ من النحو السرياني نقاطه فقط ، ويمثل هذا الاتجاه الاستاذان: احمد حسن الزيات وحسن عون (عبد الجهني ، ابو الاسود الدؤلي ، ص‏64) ذهب في كتابه فجر الاسلام الى: «ان الادب السرياني كان في العراق قبل الاسلام وكان له قواعده النحوية، فكان من السهل ان توضع قواعد عربية على نمط القواعد السريانية، خصوصا واللغتان من اصل سامي واحد...» (احمد امين، فجر الاسلام، ج‏1، ص‏183.) .. دائرة المعارف الاسلامية «لقد اخذت المفاهيم النحوية الاصلية للنحويين العرب من المنطق الارسطي الذي جاء عن طريق العلماء والسريان الى العرب‏» (دائرة المعارف الاسلامية، ج‏3، ص‏386.) .

وإنتهى تعديله للقرآن بإعراب القرآن بوضع نقط يخالف مداد المصحف بإدخال التغييرات التالية

وانتهى بأن جعل :-
*** علامة الفتحة نقطة حمراء فوق الحرق
*** علامة الكسرة نقطة حمراء أسفله
*** علامة الضمة نقطة حمراء بين أجزاء الحرف
*** علامة السكون بترك بدون تنقيط
*** علامة التنوين نقطتان حمراوان

وفـــــــــاته

توفى فى سنة 69 وقال يحيى بن معين، وأحمد بن عبد الله العجلي‏:‏ كان ثقة وهو أول من تكلم في النحو‏.‏
وقال ابن معين وغيره‏:‏ مات بالطاعون الجارف سنة تسع وستين‏.‏
قال ابن خلكان‏:‏ وقيل‏:‏ أنه توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، وقد كان ابتداؤها في سنة تسع وتسعين‏.‏

قلت‏:‏ وهذا غريب جداً‏.‏

لمـــــــراجع

] أبو الأسود الدؤلى عالم موسوعي في كثير من فنون الأدب واللغة والتراث , اسمه ظالم بن عمرو من بنى كنانة , وهو تلميذ الإمام علي بن أبي طالب , ولى قضاء البصرة , فهو يعد من وجوه التابعين وفقائهم ومحدثيهم , وقد كان قارئاً أخذ القراءة عن عثمان بن عفان وعلى بن أبي طالب .



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #10  
قديم 13/02/2011, 08:28 PM
صورة لـ استبرق
استبرق
خليــل
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

موضوع جميل
جزاك الله خير

كل يوم نقرا عن صحابى



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #11  
قديم 13/02/2011, 10:10 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

جزاك الله خيرا



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #13  
قديم 15/02/2011, 02:41 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

شكر لك



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #14  
قديم 15/02/2011, 05:04 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

صاحب سر رسول الله
حذيفة بن اليمان
إنه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، كان يكنَّى أبا عبد الله، دخل هو وأبوه اليمان في دين الإسلام، وحاَلفَ أبوه بني عبد الأشهل من الأنصار، وعندما توجها إلى المدينة أخذهما كفار قريش، وقالوا لهما: إنكما تريدان محمدًا، فقالا: ما نريد إلا المدينة، فأخذ المشركون عليهما عهدًا أن ينصرفا إلى المدينة، ولا يقاتلا مع النبي (، فلما جاءت غزوة بدر أخبرا النبي ( بعهدهما مع المشركين، فقال لهما النبي (: (انصرفا نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم) [مسلم].
وشارك حذيفة وأبوه في غزوة أحد، وأثناء القتال، نظر حذيفة إلى أبيه، فرأى المسلمون يريدون قتله ظنًّا منهم أنه من المشركين، فناداهم حذيفة يريد أن ينبههم قائلاً: أي عباد الله! أبي، فلم يفهموا قوله حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم، وأراد النبي ( أن يعطيه دية لأبيه، ولكن حذيفة تصدق بها على المسلمين.
وفي غزوة الأحزاب، حيث كان المشركون متجمعين حول المدينة، أراد الرسول ( أن يعرف أخبارهم، وطلب من الصحابة أن يقوم رجل
منهم ويتحسس أخبارهم، قائلاً: (من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم، ثم يرجع، أسأل الله تعالى أن يكون رفيقي في الجنة؟) فما قام رجل من القوم من شدة الخوف، وشدة الجوع وشدة البرد، قال حذيفة: فلما لم يقم أحد دعاني رسول الله ( فلم يكن لي بد من القيام حيث دعاني، فقال: (يا حذيفة، اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون، ولا تُحْدِثَنَّ شيئًا
حتى تأتينا).
فذهبت فدخلت في القوم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدرًا ولا نارًا ولا بناء، فقام أبو سفيان، فقال: يا معشر قريش، لينظر امرؤ من جليسه؟ قال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي، فقلت: من أنت؟ قال: فلان بن فلان، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، فارتحلوا إني مرتحل. وعاد حذيفة إلى النبي ( وأخبره بما حدث.


وذات يوم دخل حذيفة المسجد فوجد الرسول ( يصلي، فوقف خلفه يصلي معه، فقرأ النبي ( سورة الفاتحة ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران في ركعة واحدة، وإذا مَرَّ النبي ( بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ استعاذ...)_[مسلم].
وقد استأمنه الرسول ( على سرِّه، وأعلمه أسماء المنافقين، فكان يعرفهم واحدًا واحدًا، وكان عمر ينظر إليه إذا مات أحد من المسلمين، فإذا وجده حاضرًا جنازته علم أن الميت ليس من المنافقين فيشهد الجنازة، وإن لم يجده شاهدًا الجنازة لم يشهدها هو الآخر. وقال علي -رضي الله عنه-: كان أعلم الناس بالمنافقين، خَيَّرَه رسول الله ( بين الهجرة والنصرة فاختار النصرة.
ودخل حذيفة المسجد ذات مرة فوجد رجلا يصلي ولا يحسن أداء الصلاة، ولا يتم ركوعها ولا سجودها، فقال له حذيفة: مُذْ كم هذه صلاتك؟ فقال الرجل: منذ أربعين سنة، فأخبره حذيفة أنه ما صلى صلاة كاملة منذ أربعين سنة، ثم أخذ يعلِّمه كيف يصلي.
وكان حذيفة فارسًا شجاعًا، وحينما استشهد النعمان بن مقرن أمير جيش المسلمين في معركة نهاوند، تولى حذيفة القيادة، وأخذ الراية وتم للمسلمين النصر على أعدائهم، وشهد فتوح العراق وكان له فيها مواقف عظيمة.
وعرف حذيفة بالزهد، فقد أرسل إليه عمر مالاً ليقضي به حاجته، فقسم حذيفة هذا المال بين فقراء المسلمين وأقاربه، وأرسله عمر أميرًا على المدائن، وكتب لأهلها أن يسمعوا لحذيفة، ويطيعوا أمره، ويعطوه ما يسألهم، وخرج حذيفة متوجهًا إلى المدائن، وهو راكب حمارًا، وبيده قطعة من اللحم، فلما وصل إلى المدائن قال له أهلها: سلنا ما شئت. فقال حذيفة: أسألكم طعامًا آكله، وعلف حماري ما دمت فيكم. وظل حذيفة على هذا الأمر، لا يأخذ من المال قليلاً ولا كثيرًا إلا ما كان من طعامه وعلف حماره.
وأراد عمر أن يرى حال حذيفة وما أصبح فيه، فكتب إليه يطلب قدومه إلى المدينة، ثم اختبأ في الطريق حتى يرى ماذا جمع؟ فرآه على نفس الحال التي خرج بها، فخرج إليه فرحًا سعيدًا يقول له: أنت أخي وأنا أخوك. وكان عمر يقول: إني أتمنى أن يكون ملء بيتي رجالا مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان أستعملهم في طاعة الله.
وكان حذيفة -رضي الله عنه- يحب العزلة ويقول: لوددت أن لي مَنْ يصلح من مالي (يدير شئونه)، وأغلق بابي فلا يدخل عليَّ أحد، ولا أخرج إليهم حتى ألحق بالله.
وذات مرة غضب الناس من أحد الأمراء، فأقبل رجل إلى حذيفة في المسجد فقال له: يا صاحب رسول الله ( ألا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فرفع حذيفة رأسه، وعرف ما يريد الرجل، ثم قال له: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لحسن، وليس من السنة أن تشهر (ترفع) السلاح على أميرك. وقد سئل: أي الفتنة أشد؟ فقال: أن يعرض عليك الخير والشر، فلا تدري أيهما تركب. وقال لأصحابه: إياكم ومواقف الفتن، فقيل له، وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول له ما ليس فيه. وتُوفي -رضي الله عنه- سنة (36هـ).



من مواضيعي :

آخر تعديل بواسطة alanfal ، 15/02/2011 الساعة 06:11 PM
الرد باقتباس
  #15  
قديم 15/02/2011, 05:07 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
: سلسله مع الصحابه رضى الله عنهم

ابن الإسلام
سلمان الفارسي
إنه الصحابي الجليل سلمان الفارسي، أو سلمان الخير، أو الباحث عن الحقيقة، وكان -رضي الله عنه- إذا سئل مَنْ أنت؟ قال: أنا ابن الإسلام، من بني آدم، وقد اشتهر بكثرة العبادة، وكثرة مجالسته للنبي (، فلم يفارقه إلا لحاجة، وكان النبي ( يحبه حبًّا شديدًا، وسماه أبو هريرة صاحب الكتابين (يعني الإنجيل والفرقان)، وسمَّاه علي بن أبي طالب لقمان الحكيم، وقد آخى النبي ( بينه وبين أبي الدرداء.
يقول سلمان -رضي الله عنه- عن نفسه: (كنت رجلاً من أهل أصبهان من قرية يقال لها جيّ، وكان أبي دُهْقانها (رئيسها)، وكنت من أحب عباد الله إليه، وقد اجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار (ملازمها) الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.
وكان لأبي ضَيْعَة (أرض)، أرسلني إليها يومًا فخرجت فمررت بكنيسة للنصارى، فسمعتهم يصلُّون، فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فأعجبني ما رأيت من صلاتهم، وقلت لنفسي: هذا خير من ديننا الذي نحن عليه فما برحتهم (تركتهم) حتى غابت الشمس، ولا ذهبت إلى ضيعة أبي، ولا رجعت إليه حتى بعث في أثري من يبحث عني، وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم وصلاتهم عن أصل دينهم، فقالوا: في الشام، وقلت لأبي حين عُدت إليه: إني مررت على قوم يُصلّون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم، ورأيت أن دينهم خير من ديننا، فحاورني وحاورته، ثم جعل في رجلي حديدًا وحبسني.
وأرسلت إلى النصارى أخبرهم أني دخلت في دينهم، وسألتهم إذا قدم عليهم ركب من الشام أن يخبروني قبل عودتهم إليها؛ لأرحل معهم، وقد فعلوا فحطمت الحديد، وخرجت، وانطلقت معهم إلى الشام، وهناك سألت عن عالمهم فقيل لي: هو الأسقف (رئيس من رؤساء النصارى) صاحب الكنيسة، فأتيته وأخبرته خبري، فأقمت معه أخدم وأصلي وأتعلم، وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه، إذ كان يجمع الصدقات من الناس ليوزعها على الفقراء، ولكنه كان يكتنـزها لنفسه.
فلما مات جاءوا بآخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلاً على دينهم خيرًا منه، ولا أعظم رغبة في الآخرة وزهدًا في الدنيا، ودأبًا على العبادة، فأحببته حبًّا ما علمت أنني أحببت أحدًا مثله قبله، فلما حضره قدره (الموت)، قلت له: إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى، فبم تأمرني؟ وإلى مَنْ توصى بي؟ قال: أي بني، ما أعرف من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلاً بالموصل.
فلما توفي أتيت صاحب الموصل، فأخبرته الخبر، وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم، ثم حضرته الوفاة، فسألته فدلني على عابد في نصيبين، فأتيته وأخبرته خبري، ثم أقمت معه ما شاء الله أن أقيم، فلما حضرته الوفاة سألته، فأمرني أن ألحق برجل في عمورية من بلاد الروم، فرحلت إليه وأقمت معه، واصطنعت لمعاشي بقرات وغنيمات، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إلى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدًا على مثل ما كنا عليه، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك (أتى عليك) زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفًا، يهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين، فإن استطعت أن تخلص (تذهب) إليه فافعل، وإن له آيات لا تخفى، فهو لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية، وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا رأيته عرفته.
ومرَّ بي ركب ذات يوم، فسألتهم عن بلادهم فعلمت أنهم من جزيرة العرب، فقلت لهم: أعطيكم بقراتي هذه وغنمي على أن تحملوني معكم إلى أرضكم؟ قالوا: نعم. واصطحبوني معهم حتى قدموا بي وادي القرى، وهناك ظلموني وباعوني إلى رجل من يهود، وأقمت عنده حتى قدم عليه يومًا رجل من يهود بني قريظة، فابتاعني منه، ثم خرج بي حتى قدمت المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها حتى أيقنت أنها البلد التي وُصِفَتْ لي.
وأقمت معه أعمل له في نخله، وإني لفي رأس نخلة يومًا، وصاحبي جالس تحتها، إذ أقبل رجل من بني عمه فقال يخاطبه: قاتل الله بني قيلة (الأوس والخزرج)، إنهم ليقاصفون (يجتمعون) على رجل بقباء قادم من مكة يزعمون أنه نبي، فوالله ما هو إلا أن قالها حتى أخذتني العُرَوَاءُ (ريح باردة)، فرجفت النخلة حتى كدت أسقط فوق صاحبي، ثم نزلت سريعًا أقول ما هذا الخبر؟ فرفع سيدي يده ولكزني لكزة شديدة، ثم قال: مالك ولهذا؟ أقبل على عملك، فأقبلت على عملي.
ولما أمسيت جمعت ما كان عندي ثم خرجت حتى جئت رسول الله ( بقُباء، فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه، فقلت له: إنكم أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة، فلما ذُكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به، ثم وضعته، فقال الرسول ( لأصحابه: كلوا باسم الله، وأمسك هو فلم يبسط إليه يدًا، فقلت في نفسي: هذه والله واحدة، إنه لا يأكل الصدقة.
ثم رجعت، وعدت إلى الرسول ( في الغداة أحمل طعامًا، وقلت له عليه السلام: إني رأيتك لا تأكل الصدقة، وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية، ووضعته بين يده، فقال لأصحابه: كلوا باسم الله، وأكل معهم، قلت لنفسي: هذه والله الثانية، إنه يأكل الهدية، ثم رجعت فمكثت ما شاء الله، ثم أتيته فوجدته في البقيع قد تبع جنازة، وحوله أصحابه وعليه شملتان (الشملة: كساء من الصوف) مؤتزرًا بواحدة، ومرتديًا الأخرى، فسلّمت عليه، ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره، فعرف أني أريد ذلك، فألقى بردته عن كاهله، فإذا العلامة بين كتفيه خاتم النبوة، كما وصفه لي صاحبي، فأكببت عليه أقبله وأبكي.
ثم دعاني عليه الصلاة والسلام فجلست بين يديه، وحدثته كما أحدثكم الآن، ثم أسلمت، وحال الرقُّ بيني وبين شهود (حضور) بدر وأحد، وفي ذات يوم قال الرسول (: (كاتب سيدك حتى يعتقك)، فكاتبته، وأمر الرسول ( الصحابة كي يعاونوني وحرر الله رقبتي، وعشت حُرًّا مسلمًا، وشهدت مع رسول الله ( غزوة الخندق والمشاهد كلها. [أحمد والطبراني].
وكان سلمان هو الذي أشار بحفر الخندق حول المدينة عندما أرادت الأحزاب الهجوم على المدينة، وعندما وصل أهل مكة المدينة، ووجدوا الخندق، قال أبو سفيان: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها. ووقف الأنصار يومها يقولون: سلمان منا، ووقف المهاجرون يقولون: بل سلمان منا، وعندها ناداهم الرسول ( قائلاً: (سلمان منا آل البيت) [ابن سعد].
ومما يحكى عن زهده أنه كان أميرًا على المدائن في خلافة الفاروق عمر، وكان عطاؤه من بيت المال خمسة آلاف دينار، لا ينال منه درهمًا واحدًا، ويتصدق به على الفقراء والمحتاجين، ويقول: (أشتري خوصًا بدرهم فأعمله، ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهمًا فيه، وأنفق درهمًا على عيالي، وأتصدق بالثالث، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيتُ) [أبو نعيم].
ويروى أنه كان أميرًا على سرية، فمرَّ عليه فتية من الأعداء وهو يركب حمارًا، ورجلاه تتدليان من عليه، وعليه ثياب بسيطة مهلهلة، فسخروا منه، وقالوا للمسلمين في سخرية وازدراء: هذا أميركم؟ فقيل لسلمان: يا أبا عبد الله ألا ترى هؤلاء وما يقولون؟ فقال سلمان: دعهم فإن الخير والشر فيما بعد اليوم.
[ابن سعد].
ومما رُوي في تواضعه أنه كان سائرًا في طريق، فناداه رجل قادم من الشام ليحمل عن متاعه، فحمل سلمان متاع الرجل، وفي الطريق قابل جماعة من الناس فسلم عليهم، فأجابوا واقفين: وعلى الأمير السلام، وأسرع أحدهم نحوه ليحمل عنه قائلا: عنك أيها الأمير، فعلم الشامي أنه سلمان الفارسي أمير المدائن، فأَسْقَطَ ما كان في يديه، واقترب ينتزع الحمل، ولكن سلمان هزَّ رأسه رافضًا وهو يقول: لا، حتى أبلغك منزلك. [ابن سعد].
ودخل صاحب له بيته، فإذا هو يعجن فسأله: أين الخادم؟ فقال سلمان: لقد بعثناها في حاجة، فكرهنا أن نجمع عليها عملين.


وحين أراد سلمان بناء بيت له سأل البنَّاء: كيف ستبنيه؟ وكان البنَّاء ذكيًّا يعرف زهد سلمان وورعه، فأجابه قائلاً: لا تخف، إنها بناية تستظل بها من الحر، وتسكن فيها من البرد، إذا وقفت فيها أصابت رأسك، وإذا اضطجعت (نمت) فيها أصابت رجلك. فقال له سلمان: نعم، هكذا فاصنع. وتوفي -رضي الله عنه- في خلافة عثمان بن عفان سنة (35هـ).



من مواضيعي :
الرد باقتباس
الرد على الموضوع

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
1# سلسله تصاميم ماين كرفت سمير كمال الأرشيف 0 20/08/2015 11:12 AM
2# سلسله تصاميم ماين كرافت سمير كمال الأرشيف 0 20/08/2015 11:00 AM
عباد بن بشر رضي الله عنه ((قصص الصحابه)) ..~ حسن المهدي إسلاميات 10 05/02/2011 12:57 PM
مقتطفات من تاريخ الصحابه همسة مشاعر موضوعات عامة 2 09/09/2010 04:33 AM


الساعة الآن: 06:15 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات