للتذكرة والبيان " بإيجاز واختصار "

للتذكرة والبيان " بإيجاز واختصار"
************************************************** ************************************************** *******
.................................................. ................................................

خلق الله السماوات والأرض بالحق .. وأصلح الأرض للحياة قدّر فيها أقواتها ووضعها دون غيرها للخلق والأنام .
قضى سبحانه أن يجعل فيها خليفة ( يخلف بعضهم بعضا ) فخلق الله أبينا آدم عليه السلام وخلق منه أمنا حواء وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء ..
بعث الله إليهم الأنبياء والمرسلين وأنزل إليهم الرسالات والشرائع فكان منهم العاصى وكان منهم الطائع ..
قضى سبحانه وتعالى أن تكون الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى ..
.
أصاب الله قوم نوح بالطوفان .. وتناسلت البشرية من بعدهم من نسل وذرية سيدنا نوح ونسل من كان معه من المؤمنين على ظهر السفينة ..
{ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ }
وأصاب الله قوم عاد بريح صرصرعاتية .. وتناسلت البشرية من بعدهم من نسل وذرية سيدنا هود ونسل وذرية من كان معه من المؤمنين ..
{ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ }
...
تعاقبت الرسالات وتدرجت الأديان .. ما من زمن من الأزمان أو عصر من العصور إلا وأرسل الله فيه نبى أو رسول .
...
كان مبعث سيدنا إبراهيم عليه السلام بالملة الحنيفية والحنيفية هى رسالة التوحيد والإيمان ..
وفّى خليل الله بالرسالة التى أمره الله بها ووصّى بها أبناؤه وبنيه سيدنا إسماعيل وإسحق ومن بعدهما سيدنا يعقوب
( وسيدنا يعقوب يسمى " إسرائيل " وأبناؤه هم بنى إسرائيل ) ..
{ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
{ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
...
بعث الله سيدنا موسى وهارون ( إلى فرعون وقومه . وإلى قوم بنى إسرائيل ) ..
كذب فرعون وقومه برسالة التوحيد فأهلكهم الله .. وآمنت وصدّقت بها قوم بنى إسرائيل " اليهود " ..
.
مضى الزمان .. وظل اليهود على إيمانهم وتوحيدهم لله .. ثم قست قلوبهم ..
جحدوا رسالة نبيهم موسى وما وصاهم به أبيهم إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب . وحرفوا فيما أنزل الله وقالوا عزير بن الله
وادعوا أنهم أحباء وأبناء الله وقالوا إن الله فقير ونحن أغنياء واتخذوا أحبارهم أرباباً من دون الله .
أرسل الله إليهم أنبياء ومرسلين .. فريقاً كذبوه وفريقاً قتلوه ..
.
أرسل الله إليهم سيدنا عيسى عليه السلام ..
جحدوه وأنكروا آيته وكذبوا بنبوته ورسالته .. وآمن بها الحواريين وهم " النصارى " صدقوه وآزروه ونصروه ..
{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }

مضى الزمان .. وظل النصارى على إيمانهم وتوحيدهم لله .. ثم قست قلوبهم ..
جحدوا رسالة نبيهم عيسى ووصايا آبائهم إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب . اتخذوا لله ولدا واتخذوا رهبانهم أرباباً من دون الله
وحرفوا فى آيات وأحكام الإنجيل واختلفوا فيه على عدة أقاويل وافترقوا شيعاً وأحزاباً وطوائف :
منهم من زعموا : أن اليهود اقتادوا المسيح عيسى لمساءلته ومحاكمته وحبسه وجلده ثم قاموا بقتله وصلبه .
ومنهم من قالوا : أن المسيح هو ابن الله نزل إليهم من السماء وكان فيهم ماشاء الله ثم رفعه الله إليه .
ومنهم من قالوا : المسيح هو الله وأنه نزل إليهم من السماء وظل فيهم ما شاء ثم صعد إلى السماء .
...
مرت العصور والقرون والأزمان .. وأصبحت البشرية تغط فى جهل وجاهلية ..
عمت أبصارهم وران الجهل على عقولهم وخرجوا من النور إلى الظلام وانغمسوا فى الكفر والطغيان ..
أهل مكة وماحولها : جحدوا رسالة التوحيد وما وصاهم به أبيهم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ..
عبدوا الأصنام والأوثان .. ونصبوا بأيديهم حجارة صوروها وزعموا أنها آلهة وعكفوا عليها وعبدوها من دون الله .
أطلقوا عليها أسماء وسموها ( اللات . والعزى . والصنم الثالث : مناة )..
فشى بينهم الثأر والإنتقام . وأَدوا البنات وقتلوا الأولاد خشية الفقر والإملاق وكانوا يتخطفون الناس ويسلبون الأموال وينسئون الأشهر
الحرام . كانوا يتطيرون ويشربون الخمر ويعتبرون البيع مثل الربا وكانوا يبحرون البحيرة ويسيبون السائبة ويوصلون الوصيلة ويحمون
الحام ويستقسمون بالأزلام .
وقوم بنى إسرائيل من اليهود والنصارى : قست قلوبهم وجحدوا رسالة أنبيائهم ووصايا آبائهم إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب عليهم السلام .
استحلوا المآثم والحرمات وفشى بينهم الظلم والإضطهاد واقترفوا الموبقات وجحدوا رسالة التوحيد واتخذوا لله ولداً وحرفوا فى كتب الله .
والمجوس : عبدوا الكواكب والنجوم والأبقار وغرقوا فى الملذات والشهوات منهم من كانوا يقدسون النور والنار . ومن يؤمنون بالتنجيم والتمائم .
ومن يعتقدون بالإتصال بالجن وتناسخ الأرواح . ومن زعموا بوجود إلهين إله للنور وإله للظلمة ومن قالوا بإله للخير وإله للشر . ومن كانوا يؤمنون بتعاليم


بوذا الإلحادية . مذاهبهم كانت كثيرة ومتعددة .
والصابئة : أخذوا مايهوى لهم من تعاليم الديانة اليهودية والمسيحية وتركوا منها مالايرغبون . منهم من يعبدون الجن والملائكة ومن يقدسون العلماء
ويعتبرونهم كالرسل والأنبياء . ومن يعظمون سيدنا آدم وسيدنا يحيى عليهما السلام ولايعتبرونهما أنبياء بل معلمين وحكماء .
...
أرسل الله إليهم آخر نبى وآخر رسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
بعثه الله بآخر الرسالات والأديان " دين الإسلام " وأمره أن ينذر به قومه خاصة ثم الناس عامة ..
وأنزل الله عليه القرآن وحفظه آيةً ونوراً وبلاغاً لهم ولكل العالمين .. يقول العزيز الجكيم :
{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ .. لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }
جعله الله نذيراً له ولقومه ولكل من يأتى من بعده من أى أمة من الأمم ولأى قوم من الأقوام ..
يقول رب العالمين : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً }
...
أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانة ربه التى حملها وبلغ الرسالة التى كلفه الله بها مجاهداً فى سبيلها .
أكمل الله دينه وشريعته .. وأتم على عباده فضله ونعمته .. وانتقل رسول الله إلى مثواه ..
وورث المسلمون الرسالة :
إن قاموا بأدائها وبلاغها كما أداها وبلغها نبيهم ورسولهم الكريم .. كانوا جديرين بنصر الله وتأييده ..
وإن فرطوا فيها وتخاذلوا عن بلاغها .. فليتربصوا حتى يأتى الله بأمره
.................................................. .................................................. ......................................
************************************************** ************************************************** *******
سعيد شويل