عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > إسلاميات
مواضيع اليوم
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة

عمانيات   عمانيات
الرد على الموضوع
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09/03/2014, 09:35 PM
زينب رمضان
مُشــارك
 
فضل الصحبة والجلوس مع بعضنا لله

[frame="5 10"]لم حبّب الله المؤمنين في مجالسة بعضهم؟ بل وبين الدرجات العالية والمقامات الراقية التي أعدها لهم حتى قال وهو الغني ونحن الفقراء إليه في حديثه القدسى {وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، والمتجالسين فيّ ، والمتزاورين فيَّ ، في والمتباذلين فيَّ}

الله الذي لا يُسأل عما يفعل والذي يهيمن ولا يهيمن على قراره ولا على فعله ولا تصرفه أحد لأنه وحده هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له في فعله ولا معاون له في تصريف أمره ولا راد لحكمه ، لأنه حكم عدل قيوم قوي لطيف خبير ، يوجب على نفسه أن يحب قوماً ، ما أوصافهم؟ وما سماتهم؟ وما علاماتهم؟ قد أجملها الله في هذا الحديث القدسي العظيم {المتجالسين فيّ والمتزاورين فيّ والمتباذلين فيّ والمتحابين فيّ}

أربعة أوصاف ، وأربعة علامات وضعها الله ، ومن يتجمل بها فإن الله لا بد وأن يحبه ، ومن يحبه الله ما الذي له عند مولاه؟ يكفيه تيهاً وشرفاً وفخراً قول حَبيب الله ومُصطفاه {إذا أحب الله عبداً لم يضره ذنب}[1]

فإن الله يقول في شأنه {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ} الأحقاف16

يتقبل الله منهم أطيب الأعمال وأفضل الأقوال ويتجاوز عما سوى ذلك لأنه وعد بذلك وهو عز وجل لا يخلف الميعاد {إذا أحب الله عبداً لم يضره ذنب} كيف؟ كما قالت الآية {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ} الأحقاف16

لماذا؟ {وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} الأحقاف16

من هم هؤلاء القوم؟ إن أول أوصافهم وأهم علاماتهم أنهم ، يتحابون في الله ، لا لعلة ولا لغرض ولا لمصلحة عاجلة أو آجلة وإنما محبتهم لبعضهم في الله ولله "وجبت محبتي للمتحابين فيّ" أي المتحابين في الله ولله يا بشراهم بقول حَبيب ومُصطفاه صلوات ربي وتسليماته عليه إذ يقول {أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ , وَلا شُهَدَاءَ , يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ عز وجل يوم القيامة} فقال أصحابه رضوان الله عليهم : يا رسول الله أناس ماهم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء .. صفهم لنا وفي رواية جلّهم أي وضحهم لنا

فقال حَبيبي وقُرة عيني صلى الله عليه وسلم {هم أناس من أمتي من قبائل شتى وبلدان شتى توادوا بروح الله على غير أرحام بينهم} _ فلا نسب بينهم ولا عائلة – ولا أموال يتعاطونها فيما بينهم فلا تجارة ولا مصلحة ولا منفعة – {تواودوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فيما بينهم}[2]



وأقسم حضرة النبي وهو الذي يقسم ويقول {فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور قدام عرش الرحمن، يوم القيامة يفزع الناس وهم الآمنون ويخاف الناس ولا يخافون} ثم تلى قول الله {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64} يونس

فيا بشرى لمن يتحابون في الله فإن لهم هذه المنزلة العظيمة يكونون على منابر من نور قدام عرش الرحمن ومعهم لواء الأمان {لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} لأنهم تحابوا في الله على غير أرحام ولا نسب ولا منافع ولا أي أمر من أمور الدنيا وإنما محبتهم في الله ولله

هذه المحبة بين الأحبة حتى تتوثق رابطتها ويقوى شأنها ويجمع الله الأحوال الطيبة التي كانت في أصحاب الحَبيب صلى الله عليه وسلم لأهلها يلزم عليهم أن ينفذوا بقية الحديث : للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ : أي لا بد أن أن يتجالسوا ليتعاونوا على البر والتقوى وليعين بعضهم بعضاً على طاعة الله وتقوى الله في ظلمات هذه الحياة ، فإن المؤمن وخاصة في هذه الظلمات الحالكة التي قال فيها الحًبيب صلى الله عليه وسلم {ألا إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم}[3]

يحتاج لمن يقوي عزيمته ، ويحتاج لمن يشد أزره ، ويحتاج لمن يقوي شكيمته في الحق ، ويحتاج لمن يحبب له طريق الصدق ، ويحتاج لمن يحبب إليه الفضائل والمكرمات التي كان عليها سيد السادات ، فلا بد له من مجالسة الإخوة الصالحين الذين يعضدونه ويشدون أزره حتى يتغلب على متاعب هذه الحياة وإلا هوى في واد سحيق

فإن الدنيا مليئة بالحظوظ والأهواء والمنافقين والكاذبين وغيرهم من الذين يزينون الباطل ويبخسون الحق ويجعلون أهل الحق إذا لم يجالسون بعضهم ويقوي بعضهم بعضاً يرتج عليهم حالهم ، والواحد منهم يتزلزل في نفسه وربما من شدة زلزلته يحتجب في بيته يظن أنه على الباطل وغيره على الحق لأنه يرى الباطل لجلج فالباطل هو الظاهر وهو القوي فلا بد أن يتجالسوا ليشدوا أزرهم



{1} حلة الأولياء وشعب الإيمان للبيهقي عن عاصم عن الشعبي
{2} مسند أحمد بن حنبل وسنن أبي داود والترمذي –الجامع الصحيح عن عمر بن الخطاب وأبي مالك الأشعري
{3} المعجم الكبير للطبراني ومسند أبو يعلى الموصلي عن جندب بن سفيان


كيف يحبك الله

منقول من كتاب {كيف يحبك الله}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً



[/frame]




من مواضيعي :
الرد باقتباس
الرد على الموضوع

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
خذ هذه الرساله بمحمل الجد ودعنا نسامح بعضنا pcac تطوير ذاتي 5 12/03/2011 12:19 PM
فن التعامل مع بعضنا البعض داخل المنتدى.. الإمبراطور تطوير ذاتي 7 05/02/2007 11:04 AM


الساعة الآن: 09:05 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات